Sunday 9th January, 2000 G No. 9964جريدة الجزيرة الأحد 3 ,شوال 1420 العدد 9964



سلامتك
الساعة البيولوجية تكون في أوج نشاطها خلال النهار
كيف نعود للنوم المنتظم والطبيعي ,,, ؟!

يعاني الكثير في هذه الايام من قلة النوم وعدم انتظامه كذلك يعانون ايضا من الارق والارهاق نتيجة عدم اعتدال وقت النوم وعودته لما كان عليه قبل شهر رمضان المبارك بحيث تساهم مشاغل النهار في تقليل ساعات النوم التي كانوا ينعمون بها في الشهر الفضيل.
عن هذا الوضع المزعج يحدثنا الدكتور عبدالعزيز السماري استشاري طب المخ والاعصاب من خلال الاسطر التالية,.
الساعة البيولوجية
يتحدث الباحثون كثيرا عن الساعة البيولوجية او اليومية التي تنظم دورة النوم واليقظة Circadian rhythm فهذه الساعة تكون في اوج نشاطها خلال النهار ويحدث العكس عندما يجيء وقت النوم كذلك يلاحظ ان هناك اوقاتاً يصعب فيها النوم مثل وقت الصباح او المساء,دلت التجارب على وجود نواة عصبية تسمى فوق التقاطعية Suprachiasmatic Nuclei في وسط المخ فوق التقاطع البصري وبرزت مؤخرا في كثير من البحوث انها تتحكم وتنظم دورة النوم واليقظة او ما يسمى بالساعة البيولوجية او اليومية,كذلك برزت مادة الميلاتونين melatonin كأحد العوامل التي قد تساهم في تنظيم دورة النوم واليقظة وسأتطرق لهذه المادة ودورها في علاج هذه الظاهرة في المقال, ومن الثابت علميا ان ضوء الشمس يعتبر اهم عامل مؤثر في تنشيط النواة فوق التقاطعية حيث يقلل و يوقف عملية افراز مادة الميلاتونين ويحدث العكس في فترة غياب ضوء الشمس ومن الثابت ان هناك عصبا بصريا Retinohypothalamic tract يصل الشبكية بالنواة فوق التقاطعية السابق ذكرها حيث يصل من خلال هذا العصب تأثير ضوء الشمس.
وسأعرض هنا ثلاث حالات لاضطراب دورة النوم واليقظة تحدث تغيرات فسيولوجية او طبيعية وليست مرضية.
* الحالة الاولى: حالة نوم متأخرة Delayued sleep Phase,فخلال شهر رمضان يحدث تأخر في دورة النوم واليقظة عند بعض الناس عندما ينتهي رمضان يجد هؤلاء الناس صعوبة في العودة الى النظام السابق قبل رمضان وذلك لحدوث حالة نوم متأخرة ويجد صعوبة في النوم المبكر يصاحبها في بعض الاحيان آلام في العضلات وصداع واضطرابات معوية ويكمن علاج هذه الظاهرة في توقيت التعرض لاشعة الشمس فالتعرض لاشعة الشمس صباحا وتجنبها بعد الظهر يؤدي الى تحول تدريجي لدورة النوم واليقظة ليتقدم وقت النوم بصورة تدريجية.
* الحالة الثانية: حالة نوم متقدمة advanced sleep phase.
حالة يعاني منها غالبا كبار السن حيث يجد الانسان الذي يعاني من هذه الحالة صعوبة في البقاء مستيقظا ليلا وبالتالي صعوبة مواصلة النوم صباحا حيث يضطر للاستيقاظ بين الثالثة والرابعة صباحا فهنا تكون دورة الساعة اليومية للنوم واليقظة متقدمة.
ففي هذه الحالة فان التعرض لاشعة ضوء عالية في الاوقات المتأخرة من النهار وتجنبها صباحا يؤخر الدورة اليومية للنوم واليقظة بشكل تدريجي الى الوقت المناسب للشخص.
* الحالة الثالثة: تغير المنطقة الزمنية نتيجة السفر Time zone change \ Jetlag.
في هذه الحالة لا يحدث تغير في دورة النوم واليقظة او الساعة البيولوجية وانما يحدث تغير في المنطقة الزمنية حسب المسافة والاتجاه فالمسافر الى تونس مثلا اقل معاناة من المسافر الى نيويورك والمسافر باتجاه الغرب اقل معاناة من المسافر الى الشرق.
وبالتالي فان التعرض لاشعة الشمس مساء للمسافر غربا وتجنبها صباحا يساهم في تأخر دورة اليقظة والنوم اما المسافر باتجاه الشرق فعليه التعرض لاشعة الشمس صباحا وتجنبها بعد الظهر ومساء مما يساعد في تقدم وقت النوم وينظم دورة النوم اليومية في المنطقة الزمنية المنتقل اليها.
وقد يتساءل القارىء عن مادة الميلاتونين ودورها في تنظيم دورة النوم واليقظة.
مادة الميلاتونين تفرز من الغدة الصنوبرية ليلا ويقل افرازها نهارا,وقد اثبتت التجارب ان لها دورا في التنظيم اليومي لدورة النوم واليقظة لم يتم تحديد ابعاده حتى الآن, ومن الملاحظ ان هذا التأثير لايزيد على ساعة واحدة حسب تغير المنطقة الزمنية ولم يثبت بشكل قطعي دورها البيولوجي ولكن تشير بعض الابحاث عن دور محتمل لها في تثبيط نشاط الغدة فوق التقاطعية وقد يكون تأثيرها على دورة النوم واليقظة ناتجا عن عملها كمادة منومة فقط.
فمثلا في حالة مرحلة النوم المتأخر اذا تناولها الشخص في المساء وقت الغروب فانها قد تقدم مرحلة النوم ساعة واحدة في حالة مرحلة النوم المتقدم فاذا تناولها الشخص فجرا فانها قد تؤخر حالة النوم ساعة واحدة ولا انصح باستعمال هذه المادةلانها لاتزال قيد البحث والتجارب ولا تخلو من الغموض في وظيفتها البيلوجية وتأثيرها الذي قد يكون لا رجعيا على خلايا النواة فوق التقاطعية ولكن وجودها وزيادة البحوث في هذا المجال يبعث الامل في التواصل الى مواد مشابهة لعملها ولمدةزمنية اطول وبدون اعراض جانبية,ولا يفوتني ان اشير الى ان هناك وسائل اخرى قد تساعد على تخفيف المعاناة من الارق كالاقراص المنومة وتستعمل في الحالات الشديدة الاعراض لكنه مثبت بشكل قطعي انها لا تنظم دورة الساعة اليوميةللنوم واليقظة ويجب ان تستعمل تحت اشراف وارشاد الطبيب,ومن الجدير بالذكر ان ممارسة التمارين الرياضية في الوقت المناسب يساعد في تنظيم الدورة اليومية للنوم واليقظة.
قال تعالى: (قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة مَن إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون، قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة مَن إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون، ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون).

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

عيد الجزيرة

متابعة

حوار

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.