لم يكن اختيار (الرياض) عاصمة للثقافة العربية عام 2000 مجاملة او قرارا من فراغ او مجرد مصادفة او تلقائيا فيما يعرف بالدور او الترتيب الابجدي المتبع في المنظمات الاقليمية,, بل جاء الاختيار قائما على اسس وعوامل واضحة ومقومات ثابتة ترسخت عبر السنين وفي مختلف المجالات ويصعب في هذه الزاوية الاشارة لها جميعا.
الرياض عاصمة ثقافية نعم,, فمنها تصدر يوميا واسبوعيا وشهريا مئات المطبوعات من صحف ومجلات وكتب ودوريات ثقافية متنوعة اغنت الحياة الثقافية العربية وقدمت وما تزال ثقافة جادة ملتزمة بقضايا الامة وهمومها وتطلعاتها وتراثها العريق.
الرياض عاصمة ثقافية، نعم ,, ففيها عشرات المؤسسات والهيئات الثقافية التي تثري المشهد الثقافي العربي بالجديد والمفيد ومنها مؤسسات بحثية ومكتبات عامة وجمعيات ادبية ومراكز فكرية وسواها ممن لا ينظر للربح المادي بقدر الاهتمام بالربح المعنوي (ان جاز التعبير) والفائدة المعرفية التي تقدمها للقارىء العربي اينما كان ولنا في دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد ومركز الملك فيصل للدراسات امثلة وغيرها كثير,,!
الرياض عاصمة ثقافية، فيها يلتقي الابداع العربي بجيليه القديم والجديد,, فيها يجتمع كل عام عشرات الادباء والمفكرين والمبدعين العرب في نقاشات وحوارات وندوات ولقاءات لها خصوصية وتميز في الطرح والنقاش وتناول الاهم والمهم على الساحة الفكرية العربية, نعم هنا في الرياض يكون اللقاء عبر الجنادرية المهرجان الذي ترسخ في الذاكرة عبر السنين بما قدمه من اثراء واغناء ثقافي وتراثي فريد.
واذا اخذنا بالاعتبار الهدف الذي من اجله اقرت اليونيسكو برنامج العواصم الثقافية ضمن العقد العالمي للتنمية الثقافية والمتمثل في استثمار الامكانات والفعاليات والمنشآت الثقافية في العاصمة المختارة لتحقيق التواصل الثقافي وابراز المقومات الثقافية والانسانية لوجدنا ان الرياض بما تملكه من منشآت ثقافية وامكانات ابداعية قادرة على ان تحقق النجاح المنشود بتضافر جهود جميع الاجهزة المعنية الحكومية والخاصة كما اكد على ذلك سمو الامير فيصل بن فهد (يرحمه الله ) قبل وفاته حيث من المقرر ان تقام العديد من البرامج والفعاليات التي سيكون اثرها عاما وشاملا ولن يقتصر على الصعيد المحلي وطبعا سيكون لوسائل الاعلام الحديثة دور في ذلك من انترنت وبث فضائي ولاننسى الصحافة السعودية وفي طليعتها الجزيرة بتميزها الثقافي المعروف,,!!