في البداية أحب أن أستهل اسطري هذه بتقديم أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة هذا العيد السعيد لقادتنا في هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين أعزه الله وأبقاه ممتعاً بالصحة والعافية، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهما الله تعالى، ولجميع أفراد الأسرة الكريمة، ولكم أيها القراء الأعزاء, فكل عام وأنتم بألف خير إن شاء الله, وأفراحكم دائمة بعون الله وكرمه.
فمنذ أن يهل علينا شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير والبركات ، والمؤمنون جميعهم يفرحون كل يوم، ويصبح منهجهم السعادة والفرح وهم يمارسون شعائر دينهم الذي ارتضاه لهم ربهم جل شأنه, فرمضان في رأيي هو البداية الحقيقية لموسم الفرح الحقيقي الذي أنعم به الله علينا، وهو البداية للسعادة التي يعرفها كل من يعرف فضل رمضان، وكل من يستمتع بنظام الحياة فيه.
ثم ينتهي رمضان وبدلاً من أن نودع كل تلك السعادة وكل ذلك الفرح بالحرقة والألم نفرح فرحتنا الكبرى فرحة عيد الفطر السعيد الذي جعله الله لنا موسم فرح وسعادة، فسبحان الله العظيم, سبحان الذي جعل لنا موسم الأفراح شهراً كاملاً نتلذذ فيه كل يوم بطعم السعادة، ثم يختمه لنا بعيد هو كل الفرح وكل السعادة, فأي شريعة وأي دين هذا الذي يسخر الزمن ليكون كله عيد فرح وسعادة للناس؟.
قد يقول قائل إن رمضان شهر عبادة وتهجد وانقطاع عن الدنيا,, فنقول: وماذا نسمي تلك النشوة التي يتلذذ بها المسلم وهو يصلي بالليل، وما تلك الفرحة التي يجدها المؤمن بعد أن ينهي صيام يومه عند الغروب؟ إن تلك الفرحة وتلك اللذة هما خير دليل على السعادة التي نمارسها كل يوم في رمضان, ثم ماذا نسمي ذلك الاحساس الجميل الذي يسري في دمائنا ونحن نقدم الصدقات للمحتاجين؟, أليس ذلك من أعظم أسباب الفرح والسعادة؟، وهي من لحظات السعادة الكثيرة التي نستمتع بها في رمضان, ثم أليست تلك الخشية المشوبة بالفرح والمتعة التي تعترينا عند قراءة القرآن الكريم أو عند استماعه من الإمام في صلاة التراويح جزءاً من تلك السلسلة المتكاملة لفرح المؤمنين ومتعتهم في رمضان الخير؟.
إن مجرد التفكير في رمضان لهو متعة كبيرة يحس بها كل من يحب رمضان ويعيش أيامه ولياليه، والتهاني التي يتبادلها المسلمون عند حلول هذا الشهر الكريم دلالة على حبهم وفرحهم ورجائهم في فضل الله العظيم الذي وعدوا به، والعيد هو موسم الفرحة للرمضانيين، الذين عملوا في رمضان بجد، فصاموا وقاموا وتصدقوا، وهم الذين يجدون المتعة الحقيقية والفرح والسعادة عندما يحل عليهم عيد الفطر بعد شهر من العمل الجاد.
وقد نسمي العيد تجاوزاً وهو أعظم من كل ذلك موسم التكريم وتوزيع الجوائز للمتميزين، وهل هناك جائزة أعظم مما وعد الله به الصائمين والقائمين في رمضان؟؟.
إنتهى رمضان وانتهى العيد أو كاد، ولكن الفرح سيبقى بإذن الله في نفوس الذين عاشوه حقيقة خلال أكثر من شهر، وسنتمتع بلذة ذكرى موسم الأفراح الكبير وسننتظر العيد القادم لنفرح فرح فوق فرح، وسندعو الله سراً وجهراً أن يديم علينا الفرح ويجعل أيامنا كلها سعادة وأفراحاً, وكل عام وبلادنا ومليكنا وقادتنا بألف خير.
awazrah * yahoo.com