كنت تشاهد مباراة القدم في الملعب، وفي لحظة من اللحظات (الهادئة) بالنسبة لك قام من بجانبك بالتصفيق فقط ليصفق (جارك) القابع عن يمينك (فيحاكيه) جارك الآخر عن يسارك فقط لتتسع دائرة التصفيق وتعم مدرجات الملعب مما أدى الى (انقشاع) هدوئك وبالتالي وجدت نفسك أنت الآخر تصفق وتصفق بحرارة, في ذينك اللحظة لم تسأل نفسك عما حدا بك الى أن تصفق: دعني أسألك: هل كان السبب (وراء تصفيقك) تلك الكرة الجميلة التي قام بتمريرها (نواف!) الى (سامي؟!) أم ياترى هل هناك سبب لا تعرف كنهه؟! في الحقيقة هناك سببان لتصفيقك: أما الأول منهما فهو سبب بعيد يتمثل في تلك (التمريرة!) الرائعة (كالعادة!), أما السبب القريب فهو ما يعرف علميا ب(السلوك الجمعي) والذي يحدث من جراء فقدان الفرد (لشخصيته) ومن ثم الاندماج والذوبان في المجموع وعلى غرار مثلنا الشعبي القائل مع الخيل ياشقراء , إنك في الحقيقة صفقت أو (زعقت!) من حيث لا تدري وبفعل انتقال (التأثير الاجتماعي) او ما يسمى ب(العدوى الاجتماعية Social Contagion) مما يفسر لك الكثير من المواقف التي وجدت فيها نفسك تتصرف تصرفا (ما هوب من عاداتك!) أو (وجدت نفسك) كذلك وهي تحاول فهم حيثيات ودواعي رعاع (من الناس!) على قيامهم بسلوكيات قد لا تعجبك من تفحيط او ضحك هستيري أو إتلاف لممتلكات عامة,, وهلم جرا, إنه ذلك التجمع والتفاعل المباشر (والمؤقت) لهذا العدد المهول من الأفراد والذين لا يربطهم سوى رابط واحد يتمثل في حبهم لناديهم المفضل ورغبتهم العارمة في رؤيته منتصرا أدى الى صهرهم في (بوتقة) نفسية واحدة وبالتالي (توحدهم) قلبا وقالبا نتيجة تعرضهم لمؤثر واحد مما وحد سلوكهم الإيجابي منه او السلبي, بالمناسبة ما ذكرت آنفا علم قائم بذاته يدرس في الغرب ويستخدم في أروقة الاستخبارات العالمية لتفسير سلوكيات (الحركات الاجتماعية) الدينية منها والسياسية، وفهم نوعية القرارات المتخذة من قبل تلك الحركات، وبواعث اتخاذ ما يتخذ من قرارات من قبلها، ومن هو المسؤول الأول عن اصدار مثل تلك القرارات؟ ولماذا تأهل من تأهل لتنفيذها؟ وأخيرا ما هي افضل السبل لاختراقها وبالتالي (تفكيكها) وذلك من أجل الحفاظ على سلامة أفراد المجتمع والحد مما قد يثار على (إثرها) من قلاقل وفتن واضطرابات مجتمعية؟!