** في يوم الاحد الموافق 25/9/1420ه انتقل الى رحمة الله تعالى الشيخ عثمان بن فالح الصغير بعد معاناة مع المرض وقد بقي مدة على السرير الابيض.

الموت باب وكل الناس داخله فلا يغر بطيب العيش إنسان

** عشت أيها الفقيد الغالي سنوات عمرك المبارك وأنت عفيف اللسان واليد، عرفناك ونحن أطفال صغار بالزلفي فكنت نعم الاب لابنكم سليمان وبقية اخوانه، ونعم الابن لوالدكم الشيخ فالح الذي تولى القضاء بالزلفي في اوائل القرن الثالث عشر الهجري.
** عندما فتحت اول مدرسة بالزلفي عام 1367ه كان أبنكم سليمان من اوائل الملتحقين بها وقد نال الشهادة الابتدائية فيها، ثم انتقل الى الرياض ليلتحق بالمعهد العلمي، وكنت المشجع الاول له كما هو تشجيعك لبقية اخوانه في طلب العلم وهم محمد وعبدالعزيز وفالح وعبدالله وبقية الابناء.
** الموت سنة الحياة ولن يبقى سوى وجه ربك ذي الجلال والاكرام، فدعاء مخلص صادق لكم بالرحمة ولأبنائك بالصحة والعافية، ولقد قيل: ما مات من خلف، وانت خلفت والحمد لله رجالا سلكوا الطريق الصحيح، طريق الدين والدنيا معا ولم يهملوا طريقا على حساب الآخر فجمعوا بين الطريقين وهذه من نعم الله وفضله.
** ان من يعيش لنفسه سيموت مجهولا ولن يفقده احد، ومن يعيش لنفسه ولبقية الناس سيموت وهو مرتاح وسيفقده الجميع، وانت جعلت من نفسك موجها ومعلما لابنائك وهذا جزء من العيش للآخرين وسلّمت الامانة لابنك سليمان وكان نعم الموجّه، وهكذا تكون قد عشت مرتاحا ومت مرتاحا وقد اكرمك ربك سبحانه وتعالى بأن اختارك الى جواره في هذا الشهر الكريم، والحديث الشريف يقول: إذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث، ولد صالح يدعو له او علم ينتفع به او صدقة جارية وانت لم تعدم الولد الصالح بل الاولاد الصالحين, قال الله تعالى: (إنا لنحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم) واولادك من اثارك الطيبة، ليرحمك الله ويجزل لك الثواب والمغفرة، وأعظم الله الاجر لأولادك وألزمهم كلمة التقوى وإنا لله وإنا إليه راجعون .