عزيزتي الجزيرة
في شهر رمضان المبارك يكثر اقبال الناس على بيت الله الحرام لقضاء مناسك العمرة، والعيش في تلك الاجواء الايمانية التي لا يعدلها مثيل وفي نفس الوقت تكثر الدعايات البراقة والاساليب الجذابة من قبل سماسرة الحملات الذين يقربون البعيد ويقلبون الحقائق وبزعمهم يذللون الصعاب فيجعلونك تقبل من غير تردد ولا استشارة اسرع فالعدد محدود فلا يمكن ذلك المتشوق لبيت الله الحرام الا ان يقبل عليهم مخافة فوات تلك الفرصة السانحة.
وهانحن قليل من كثير، ولسان حال كثير من ارباب قاصدي الحملات,, عزمنا على اداء العمرة، حرصاً على تلك الفضيلة التي نسأل الله عز وجل الا يحرمنا اجرها، ولقد قمنا بجولات على مكاتب تلك الحملات لنقرر اي حملة نكون غنيمة لها فقدر الله تعالى ان نكون من نصيب احدى الحملات، واستقبلنا مسؤول تلك الحملة بكل ترحيب وبشارات بما سنلقاه من راحة وسكن قريب الى غير ذلك من اغراءات، ومضى اليوم الاول على ما يرام، وسرعان ما تبددت الآمال وتبدلت الاحوال وذلك في اليوم التالي حتى تشردنا في شوارع لا مأوى ولا مسكن وأفطرناعلى ارصفة مكة ومضى ذلك اليوم ونحن على هذه الحالة المضنية حتى قدر الله ان يتداركوا ذلك الخطأ الفادح في اليوم التالي وتم نقلنا الى مسكن آخر ابعد من المسكن السابق بمسافات طويلة ولم يحصل ذلك الا بعد مناقشات ومشاكل عديدة.
وانتهت مدة رحلتنا الى بيت الله الحرام ونحن بانتظار الحافلة حتى فات الموعد المحدد واقترب وقت صلاة العصر وتأتي حافلة ان صح تسميتها حافلة تابعة لحملة اخرى قد اكتمل عدد ركابها وامتلأت مقاعدها، فما كان لنا الا الجلوس على ارض الحافلة تحت المقاعد ونحن نتزاحم بين المقاعد حتى انتصف بنا الطريق بين مكة المكرمة والرياض وقدر الله ان نجد حافلة فيها مقاعد خالية والحمد لله, علماً بأننا قد اكملنا اجراءات العقد وتم دفع الرسوم كاملة قبل مغادرة مدينة الرياض.
ونحن الآن نطالب الجهات المختصة بأن تضع عقاباً رادعاً على مثل هذه الحملات التي تتساهل ولا تفي بعهودها لقاصدي بيت الله الحرام.
ولو كان هناك عقاب رادع لهذه الحملات المتساهلة لما حصلت تلك المعاناة وتلك المشاكل لنا ولغيرنا في الماضي والحاضر والمستقبل.
منصور بن سالم الشمري