الاقبال على الله والتوبة النصوح والعزم على ترك المعاصي والندم على ما مضى من الاخطاء والذنوب كل هذا بإرادة الله ورحمته يقابل بالعفو والمغفرة من واسع الرحمة والمغفرة, والقائل في محكم كتابه الكريم قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، وقوله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ولم يقل احد يعتد به ان الصحابة رضي الله عنهم او غيرهم من الاولياء او القرابة معصوم من كبائر الذنوب او من الصغائر بل يجوز عليهم وقوع الذنب والله يغفر لهم , وفي الحديث الشريف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ,, وفي حديث ابي ذر إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني اغفر لكم وفي الآية الكريمة واتبع السيئة الحسنة تمحها وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم انه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
كل هذه الآيات البيّنات المحكمات وهذه الاحاديث الناصعة بالبيان والحكمة وغيرها مما تحفل به مائدة القرآن الكريم الكاملة وكتب السنة المطهرة الشاملة واضاءات السلف الصالح كل ذلك يدعو الانسان المسلم الى التفاؤل والاستبشار وعدم القنوط واليأس كما يوضح للداعية المحتسب المخلص بالدليل الساطع ان التبشير أحسن من التنفير والترغيب اهم من الترهيب والتيسير افضل من التعسير,, ومن هذه المبادئ والسنن في فقه الدعوة يتضح ان ما ذكرناه في مقدمة الموضوع هو الاسلوب الامثل في النصح والدعوة والتوجيه على هدى وبصيرة بعيدا عن اسلوب الغلظة والفظاظة والمبالغة الذي يهدم ولا يبني، بل يبعث القنوط واليأس والنفور والتشاؤم مما يجعل الإنسان المسلم حائرا مترددا خائفا وجلاً لأدنى هفوة او غلطة تحدث منه كبشر ضعيف الى درجة انها ربما تؤثر في مسيرة حياته ان لم تحطم ارادته,, ومن هنا فإننا نناشد احبتنا المجتهدين من رحال الدعوة والارشاد والمحتسبين وخطباء الجمعة المخلصين وخاصة ممن لم يتمرسوا في أدب وفقه التوعية الاسلامية دراسة الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة التي ذكرناها في مقدمة الموضوع وغيرها وفهم محتواها والمرور على شروحات السلف رضوان الله عليهم من مفسرين وفقهاء ورجال حديث للوقوف على ما تعنيه وتحفل به من معان سامية واهداف كريمة وغايات نبيلة كلها تصب في معين واحد هو الدعوة الى الله بالتي هي أحسن وبالحسنى وعلى بصيرة وهدى الله
، والله الهادي الى سواء السبيل وهو نعم المولى ونعم النصير.
إضاءة:
وأرسلت فينا سيد الخلق داعياً إليك فلم يغلظ ولم يتشدد دعا الناس في الدنيا لفضل مؤبد وبشر في الأخرى بخلد مخلد |