Friday 7th January, 2000 G No. 9962جريدة الجزيرة الجمعة 1 ,شوال 1420 العدد 9962



شاعر وموقف
الموقف مع شايع بن مرداس الأمسح
ناصر المسيميري

كان عند شائع فرس يحبها ويغليها ودائما يوصي زوجته عليها وزوجته كما سمعنا اسمها كعيب الظبي لجمالها ثم ان زوجته من كثر ما يوصيها على الفرس قالت له والله لو فرسك الحذرة والحذرة فرس مشهورة بالجري والذكاء وهي لابن عريعر عندها أقسم شايع ألا ينام مع زوجته حتى يأتي بفرس ابن عريعر الحذرة طبعا حيافة أي يتسلل اليها ليلا ويأخذها وفعلا ذهب الى الاحساء حيث امارة آل عريعر وبينما هو يحاول فتح قفل الفرس قبض عليه الحراس وكان لهذه الفرس حراس عندها أتوا به الى ابن عريعر الذي أمر بسجنه وكان له ولد في الرابعة من عمره وكان يشتاق الى رؤيته طلب ابن عريعر من شايع دفع فدية قدرها أربعون ناقة فطلب شايع من جماعته دفع الابل ليخرج من السجن لكن جماعته رفضوا ظنا منهم ان ابن عريعر سوف يقلل عدد الابل لكن ابن عريعر كل سنة يزيد خمسا وبعد أربع سنوات رفض شايع دفع ناقة واحدة وعندما سئل عن السبب قال: كنت أشتاق لملاعبة ابني عندما كان صغيرا وأحببت الخروج أما الآن فولدي كبير وسوف يأتي ويخرجني من السجن وبعد مضي تسع سنوات جاء ابنه وتسلل اليه من بين البيوت وقابله خفية ثم ان الوالد أخبر الولد بأن ابن عريعر له صبي في الرابعة من عمره عند زوجة مطلقة وفي كل ليلة يرسل الى الصبي من يحضره ليلاعبه ثم يرجعه لأمه ثم ان ابن شايع جاء الى أم الصبي وقال: أعطني الصبي يريده والده؛ فسلمته لابن شايع الذي فر به على فرسه، وسار طوال ليلة وفي الصباح ثارت ثائرتهم وأخذوا يبحثون عن الصبي في كل مكان ورصدوا الجوائز لمن يدلهم أو يخبرهم عن الصبي وبعد أربعة أيام وعندما عرف شايع ان ابنه قد وصل الى قومه ومعه الفداء أخبر ابن عريعر بالحقيقة, أرسل ابن عريعر الى ابن شايع يطلب منه تسليم الصبي مقابل ما يريد فطلب ابن شايع طلبات منها اخراج والده مكرما معززا وأن يصل اليهم سالما راكبا على فرس ابن عريعر الحذرة والتي سجن بسببها والده تسع سنوات وأن تكون هذه الفرس تمشي على سجاد زَلّ حتى تصل إليهم ووالده راكب عليها وأيضا طلب عددا من إبل ابن عريعر كل هذا مقابل الصبي وخلال عشرة ايام وإلا قتل الصبي, قبل ابن عريعر جميع الشرط ولكن كيف يفرش الأرض سجادا تمشي عليه الفرس الحذرة مما جعلهم في حيرة وعندما أخبروا شايع قال: الأمر بسيط ضعوا على حوافر الفرس قطعا من السجاد وكلما تقطعت ضعوا ثانية وثالثة حتى أصل الى جماعتي وابني وتستلمون الصبي وفعلا عملوا هذا العمل فوصل شايع الأمسح بن رمال الى جماعته وابنه البار ثم سلم الرهينة الى أهله, اقول القصة ليست من نسج الخيال ولكنها صحيحة وعليها شهود وأثبت الشاعر شايع الأمسح بن رمال هذه الحادثة بأبيات نورد الشاهد منها:

مضى لي ثمان اسنين في حبس خير
والتاسعة جاني صدوق الفعايل
جاني اغلام ما بعد خط شاربه
ولا جال في قلبه من الهم جايل
دنق على مضنون عيني وحبني
وهلت اعباره فوق صدري شلايل
وانا الحديد بساق رجلي مغلق
ربيط كما حرٍ شبك بالحبايل
هديته على درب صعيب ولا هبا
ونهب ورع من هدا جميع القبايل
وقفى على الوضحا كما الهيق وصفها
ومن يرى وشاف الربد مثله حفايل
من عقب ماني حاسر الرجل عندهم
جوني سراع يطلبون الجمايل
يعيش ابن شايع تقصى بمطلبه
من الخيل غيره من كبار الشمايل
أخذ ثار أبوه وثار عمه وعزوته
وثاره وطمن راس من كان طايل
عسى غلام ما فعل فعل والده
تبكي عليه منقضات الجدايل
جانيه ابن مرداس من مرقب العلا
رفاع المباني من كبار الحمايل
الى آخر القصيدة، هذا هو الشاعر الشجاع الكريم شايع بن مرداس الأمسح من الرمال من قبيلة شمر والذي توفي ودفن في حائل رحمه الله رحمة واسعة.
والى موقف آخر مع شاعر آخر.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.