Friday 7th January, 2000 G No. 9962جريدة الجزيرة الجمعة 1 ,شوال 1420 العدد 9962



عن تدخين صغار السن
التعاون واجب لمحاربة انحرافات الأطفال

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على ما نشر بجريدة الجزيرة بالعدد رقم 9958 وتاريخ 26/9/1420ه، حول انتشار التدخين بين صغار السن، تحقيق الأخ/ سعيد آل عيد/,, ومن المعروف لدى الجميع أن التدخين من الآفات السامة، وسبب رئيسي لأمراض الرئة والقلب والشرايين، وأمراض أخرى، وربما أن بعض تلك الأمراض ما زال مجهولاً بسبب التدخين، وانتشار التدخين بين الصغار أصبح ظاهرة جديرة بالدراسة للوقوف على الأسباب التي تجعل ذلك الصغير يُدخن، فإذا كان الأب مُدخنا، فهذا من أقوى الأسباب التي تجعل الصغير يُدخن فهو يُقلد والده، اضف الى ذلك أن بعض الآباء يقوم بإرسال ابنه الى البقالة ليحضر له علبه السجائر، فالأب قد غفل أنه يُعلم ابنه عادة سيئة، أيضاً لا نريد أن نتطرق الى البائع بالبقالة الذي يبيع علبة السجائر لصغير لم يصل بعد الى سن المراهقة، وبعض الصغار أيضاً عندما تجده يدخن أو بمعنى أصح تصيده يدخن ، وتسأله لماذا تدخن؟ يجيب بكل ثقة ما أقدر أتركه، تعودت عليه ، منذ متى تعود عليه؟ الله أعلم، والبعض من الصغار يجيبك عندما تسأله لماذا تدخن؟، يقول: أحس أنه يوسع صدري وينسيني همومي؟ إلهذا الحد وصلت فوائد التدخين للصغار يفرج الهم، ويوسع الصدر، أما أب الطفل الصغير فلا يعلم من هم أصدقاء صغيره في الحارة، هل هم رفقاء سوء أم رفاق صالحون، لا يعلم، ولكن إذا سألته من غاب من الشلة ليلة البارحة على سهرة البلوت؟ يجيبك: لقد غاب فلان، ويعلم سبب غيابه، فللأسف الشديد أن بعض الآباء لا يعلم عن ابنه وصغيره أين بات البارحة، والأم مسكينة تتستر على صغيرها حتى لا يضربه أبوه، فالأب لا يعرف سوى العصا والكلام الجارح، مما يزيد من تعنت الصغير، وتنشأ لديه عقدة من والده، فيحاول جاهداً أن يهرب من واقعه المر الى عالم آخر، وليتها تبقى على التدخين، ولا ينحرف لمهاو أخرى؟!,.
قال صلى الله عليه وسلم كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته ، فلو وجد الصغير المدخن، الرقابة الأسرية المتحضرة، لما وصل الى التدخين، ولو تمت مناقشته بشكل حضاري، وبعيداً عن العصا، والكلام الجارح، لما وصل الى التدخين، ولما عرف طريقه، ولو امتنع الأب القدوة عن التدخين أمامهم لما عرفوا عادة التدخين السيئة، ولو علم الوالد من هم رفاق صغيره، لما انحرف الصغير وراء العادة السيئة، فالصغير يحتاج الى رعاية ورقابة من نوع خاص، ولا يكن الواحد منا مع الصغير في التعامل، ليناً فيعصر، ولا قاسياً فيكسر، والتعاون واجب بين أفراد المجتمع، بدفع أي عادة سيئة عن صغارهم الذين هم رجال الغد، وتعاون البيت والمدرسة كذلك مهم، أيضاً لو تم التنبيه على العاملين بالبقالات بعدم بيع علبة السجائر للصغير، فهذا وبإذن الله سيساعد على حماية الصغار من آفة التدخين، ولو علمت الأم أن صغيرها يدخن فلا تخفي ذلك عن الأب، فالأم بشفقتها على صغيرها بكتمان أمر تدخينه عن والده، تسببت في آثار سلبية مدمرة، وتجعل الصغير يتمادى بالتدخين، خاصة وأن أمه لم تردعه، فأعتبرها الصغير، وكأنه ضوء أخضر من قبل الأم بالموافقة على أن يكون مدخنا، ويا ايها الصغير، الرجولة ليست من التدخين,, وأيها الأب المدخن لا تدخن أمام صغارك ولا تقم بإرسالهم الى البقالة ليحضروا لك علبة السجائر، وراقب ولاحظ صغيرك، هل هو بالمنزل؟ أم مع الصغار الآخرين بالحارة؟ ومتى ينام صغيرك؟ ولماذا يسهر؟ وهل رفاقه رفقاء سوء، أم رفاق صالحون، فالصغار أهم من شلة البلوت؟ وأنت مسئول عنهم أمام الله عز وجل فأحفظهم حفظك الله، وكن قريباً من صغارك، ومعاملة الأبناء بالحكمة، إلا إن كنت تريدهم مدخنين، وربما تعلموا عادات سيئة أخرى تقودهم الى الهلاك، فهذا شأنك لأنك بالدرجة الأولى أب، والأقرب لصغارك، وأنت أيتها الأم الفاضلة لا تخفي عن زوجك وأب أبنائك، أن صغيركم يُدخن، فتلك الشفقة على صغيرك وكتمان أمره تجعله يتمادى في عادة التدخين السامة,
بقي البقال: لا تبع للطفل الصغير علبة السجائر، حتى ولو أرسله والده؟ فهذا الصغير لا يعلم ما في التدخين من سموم، وهو نفذ أمر والده، ولا يستطيع عصيان أمر والده، أما أنت فاكسب الأجر بعدم بيعها للصغير؟ حفظنا الله جميعاً من آفة التدخين، وبتكاتف جهودنا سنقضي على تلك العادة السيئة، أو على الأقل نحد منها,
والسلام عليكم .
مفلح بن حمود بن مفلح الاشجعي
عرعر

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.