عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
قيل لرجل عالم فلان غني بخيل قال: ان امواله تملكه لا يملكها.
ان ما ساتحدث عنه هو واقع كثير من الاغنياء الذين يعيشون عيش الفقراء ويحاسبون حساب الاغنياء يوم القيامة.
لاشك ان المال محبوب لدى الجميع وهذا أمر محمود ومباح بل ومأمور به المسلم ان يعمل ويكتسب وان يكون عصاميا يأكل من عمل يده ولا يكون عظاميا يعيش على حساب غيره.
والاسلام حث على العمل والاكتساب المباح وكان كثير من الصحابة رضي الله عنهم يملكون الاموال والقوافل التجارية كعثمان بن عفان رضي الله عنه، كان يملك قافلة عددها الف بعير كلها في التجارة ولكن الاغنياء الذين قتروا على انفسهم واهليهم ومنعوا حق الفقراء من اموالهم هم الذين بعملهم هذا ارتكبوا إثما عظيما بحق الفقراء بمنع الزكاة وهي حق من حقوقهم وبحق انفسهم بتركهم ركنا من اركان الاسلام وبحق من يعولون فالانفاق عليهم واجب يرزقهم ويكسوهم منه.
وانني موجه كلمة قصيرة جدا لاخواننا الممسكين عن الانفاق في وجوه البر والاحسان او الممتنعين عن اخراج زكاة اموالهم كلها او بعضها.
ايها الاخوة الاغنياء نهنئكم على ما منّ الله به عليكم من سعة في المال ولكن فيكم منفقون ومقترون وسعداء وتعساء وللمقترين التعساء نقول الذي اعطاكم هو الذي امركم بالانفاق ووعد بالمزيد فلماذا الخوف من الانفاق بل لماذا الامتناع عن دفع الزكاة وهي ركن من اركان الاسلام قال ابوبكر الصديق رضي الله عنه لما تولى الخلافة وارتد عدد من القبائل بعدم دفع الزكاة والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ماهم بمسلمين ماهم بمسلمين.
أخي مانع الزكاة احذر ان تكون ممن قال الله فيهم والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم .
أخي يا من قصرت في شعيرة الزكاة لعل ما سبق من قول الله تعالى ابلغ رسالة اليك أخي الحبيب بادر ما دمت قادرا فغدا يقتسم الورثة المال والاملاك ثم يكون عليك غرمها ولهم غنمها فلماذا التسويف ما دام المال بيدك قبل ان يكون بيد غيرك.
اخرج حق الفقراء وتصدق فما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده.
قال تعالى: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون سورة البقرة آية 274.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا ما منا أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه, قال رسول الله مالك ما قدمت ومال مورثك ما أخرت) او كما قال عليه الصلاة والسلام.
لماذا تخشى من نقص مالك والزكاة تحفظه والصدقة تزيده فأنت بمنع زكاة مالك عرضت مالك للخطر والتلف في الدنيا وعذبت به في الآخرة.
أخي صاحب المال ما اجمل سد جوعة جائع ومسح دمعة يتيم وقضاء دين معسر واعانة متزوج ومساعدة مريض كل ذلك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ان دفع الزكاة لمستحقيها قربة الى الله ورحمة في الارض بنزول الامطار فاخراج الزكاة من اسباب حلول الخيرات والبركات كما ان منعها سبب في قلة الامطار.
قال صلى الله عليه وسلم : (ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا لقطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا) واعلم ان الصدقة على القريب صدقة وصلة فتعاهد اقاربك اولا ثم اخوانك من المسلمين ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله إليك.
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى,.