كأي دولة استعمارية لا تنتهي أطماعها في الهيمنة على الدول الصغيرة أو الاقل قوة منها، وتعتمد اسلوب العدوان العسكري لتحقيق تلك الأطماع طبخ قادة قصر الكرملين في موسكو عمليات التفجيرات التي وقعت في العاصمة وضواحيها وأوكلوا لرجال المخابرات الروسية تنفيذها، ومن ثم اتهام الشيشانيين بارتكابها لتبرير شن هجوم عسكري على بلادهم بهدف القضاء على احرار شعب الشيشان الذين أعلنوا منذ العام 1994م استقلال دولتهم عن روسيا.
وامس تناقلت وكالات الانباء اعترافات ضابط روسي اسير لدى المقاتلين الشيشان كشف بها عن ان الاستخبارات الروسية هي التي دبرت تفجيرات المباني في موسكو وذلك لتبرير الهجوم العسكري على الشيشان!.
الملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا هي ان فلا ديمير بوتين الذي اختاره الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين رئيسا للوزراء ، ثم اخيرا عهد اليه برئاسة الدولة بالوكالة حتى اجراء انتخابات رئاسية في فبراير القادم، بوتين هذا رجل مخابرات روسية مشهود له كما لكافة رجال ال كي, جي, بي بالقسوة والوحشية.
ويبدو ان اختيار يلتسين له كرئيس للوزراء ثم كرئيس بالوكالة بمثابة مكافأة له على طبخه تفجيرات موسكو فضلا عما أشيع اخيرا في كثير من وسائل الاعلام عن ان اختيار يلتسين لرجل المخابرات بوتين تم ايضا بموجب صفقة تتلخص في إصدار بوتين كرئيس بالوكالة لمرسوم رئاسي يمنع ملاحقة سلفه يلتسين قضائيا وذلك كاجراء احترازي بعد ان فاحت فضيحة اموال وحسابات سرية باسم عائلة يلتسين في مصارف سويسرية وأول امس اعلنت مصادر سويسرية مختصة عن تجميد مبلغ 15 مليون دولار في حساب سري باسم يلتسين.
كل هذا ليس بعيدا عن طبخة التهام جمهورية الشيشان التي اعلن امس يلتسين ان علم روسيا سوف يرتفع في سمائها من جديد خلال شهرين!!
بمعنى إعادة الاستعمار الروسي لهذه الجمهورية الاسلامية الحرة في شمال القوقاز.
على ان التاريخ لن يرحم الظالمين الذين يعتدون بظلمهم على الدول الحرة لمجرد أنها صغيرة او اقل قوة عسكرية منها، وبدافع نهب ثرواتها التي هي من حقوق شعوبها، كما هو الحال الآن بين روسيا المعتدية والشيشان المعتدى على استقلالها وعلى حرية وسيادة شعبها.
وهاهم مقاتلو الشيشان الشجعان يجرعون القوات الروسية كؤوس السم الذي طبخوه لهم ولبلادهم.
وامس قالت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية ان المقاتلين الشيشان قد استبسلوا في الدفاع عن عاصمتهم وبشن غارات داخل وخارج غروزني اخلت بتوازن القوات الروسية.
وقد اكد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف ان ا(المسيرة المنتصرة للجيش الروسي عبر الشيشان انتهت الآن) كما ردد احد قادة المقاومة الشيشانية ان نقطة تحول في حرب الشيشان الثانية على وشك ان تحدث.
نعم وبإذن الله ونصره للمؤمنين، سينتصر الشعب الشيشاني على المعتدين الروس ليأكلوا السم الذي طبخوه لشعب الشيشان.
الجزيرة