* عضو هيئة كبار العلماء عدد من رجالات الدعوة لـ الجزيرة حظ المرأة في ظل الإسلام وتعاليمه السمحة كان وسيبقى الأفضل والأكمل دور المرأة في أي مجتمع معيار أساسي لقياس درجة تقدمه |
* كتب المحرر
اجمع عدد من أصحاب الفضيلة الدعاة على أن دور المرأة يعد احد المعايير الاساسية لأي مجتمع لقياس درجة تقدمه، بل وذهب احدهم الى ان رقي الامم وتقدمها يقاس بالمرأة بصفتها نصف المجتمع، وانه حيثما تجد امة تهين المرأة فاعلم انها امة متخلفة لاعلم لها ولا حضارة، وانها صائرة الى زوال.
واكدوا في لقاءت معهم ل الجزيرة ان الاسلام حرر المرأة وجعل حظها في ظل تعاليمه السمحة الافضل والاكمل، وأن التطبيل عن حقوق المرأة في الآونة الاخيرة لا اساس له وانه كلمة حق يراد بها الباطل فالشريعة السمحة قد خصت المرأة بالعديد من الاحكام والتوصيات التي اسهمت في التخفيف عنها ورفع الكثير من المظالم والتي كانت تحيق بها.
دور المرأة من شقين
يقول الشيخ عبدالرحمن حسين الموسى من اثيوبيا: ان المرأة هي الشق الثاني من المجتمع الانساني، ودورها يمثل نصف الحياة وهو ينقسم الى شقين، الاول منهما هو الدور الطبيعي كأم وكزوجة وكأخت.
اما الدور المكتسب فهذا يخضع لمفهوم المجتمع الذي تعيش فيه من حيث الاستحسان او الاستهجان حسب المنطلقات الدينية او التقاليد الاجتماعية او الثقافية وغيرها من القيود التي يفرضها المجتمع.
وهذا الدور المكتسب تتحكم فيه ظروف خارجة عن ارادتها وقدرتها الذهنية والجسمية فما هو جائز وحسن في حق المرأة وجميل ومنتج يجلب الخير لنفسها واسرتها ومجتمعها في نظر البعض، شر ووبال وخيبة ومروق من الدين والأخلاق الحميدة من تقاليد مجتمعها المثالي الفاضل في نظر الآخرين وعليه يصعب توضيح دور المرأة الذي يجب ان تقوم به.
ثم قال فضيلته: ولقد تمتعت المرأة في ظل الاسلام بالكثير من الفرص كي تؤدي دورها الذي يعتبر نصف دور المجتمع ككل ما لم تتمتع به في ظل غيره من القوانين على مر التاريخ فالاسلام لم يمنع المرأة ان تؤدي دورها مع الرجل سواء بسواء ما لم يكن ذلك على حساب انوثتها وحشمتها وعرضها، ولا شك ان التطبيل عن حقوق المرأة في الآونة الاخيرة كلمة حق يراد بها الباطل فالاسلام اعطى المرأة الحق ان تستمتع بالحياة فاذا لم تدخل المجالات كافة وتشارك الرجل كانت الحياة مبتورة وقاتمة، وبالشكل الذي تستطيع فيه تقديم امكاناتها وطاقاتها فالمرأة تشارك الرجل ولها الدور الكبير في بناء المجتمع كما تحتل المرأة مكانة مرموقة في الشؤون الادارية فهي في المصانع وخلف الآلات تديرها وهي في الزراعة ترافقه من الحراثة الى الزراعة فالحصاد فالتخزين فالاستهلاك وهي في الابحاث العلمية ووضع الخطط الادارية وهي في الخدمة الطبية تواسي وتضمد الجراح وتقدم الادوية اللازمة للجرحى والمصابين وهي التي برزت وتبرز عبقريتها في التدريب والتدريس والتعليم واستطرد الشيخ عبدالرحمن موسى قائلا: والمرأة الاسلامية سجلت في سجل التاريخ صفحات مشرقة وحققت في اوقات النضال اروع البطولات واندر المواقف شجاعة واقتداراً وفي حسم الاحداث العظيمة وقفت الى جانب الرجل تؤدي واجبها نحو دينها ووطنها.
وبذلك عرفنا انه لا يوجد نص في شريعة الاسلام يمنع المرأة من النزول الى ميدان العمل جنبا الى جنب مع الرجل.
بين القديم والحديث
وعن الاختلاف الذي طرأ على دور المرأة قديما وحديثا يقول الشيخ موسى: ان اكبر انقلاب حدث في حياة المرأة في هذا العصر كان الثورة الصناعية حين تعقدت متطلبات الحياة واصبحت المجتمعات الصناعية في حاجة الى مستوى معين للمعيشة من المسكن والمأكل والملبس وغيرها واضطر كل واحد من افراد الاسرة ان يؤدي دوره في الكسب ورفع مستوى العائلة عن اعباء المعيشة فخرجت معظم او جميع فئات النساء من زوجات وفتيات وايامى من بيوتهن الى الانخراط في ميدان العمل لكسب الرزق.
اما قديما فقد اختلفت الأمم والشعوب في دور المرأة الا أنها في مجملها كانت تعاني من قسوة المعاملة وامتهانها في المجتمعات الا في حالات قليلة ومع بعض الحرائر في نساء سادات العرب، وكان بعض العرب يقتل الطفلة وهي وليدة وهي جريمة من ابشع الجرائم الانسانية والخلقية وكان الكثير من الكثير من سادات العرب يفخرون بذلك.
ثم تطرق الداعية الاثيوبي الى ان الاسلام حرر المرأة أولا ثم سنمها مكانتها الحقيقية فأدت دورها باكمل ما يمكن ان يؤدي من كمال وساهمت بجهودها قولا وفكرا وعملا وتطبيقا وحاربت وحاجت وشعرت وخطبت وواجهت الخلفاء والملوك بالقول الساطع والبيان الوضاح، ولقد عني الاسلام بشؤون المرأة الشخصية والعامة كما عني بغيرها وجعلها تبدي رأيها في كل شيء يتعلق بالمجتمع بصفة عامة وفيما يمس النساء بصفة خاصة كصيانة حقوق الاسرة والامومة والزواج والآداب العامة.
وهنا يجدر بنا سرد هذه الواقعة كان المسلمون يجتمعون في المسجد بدعوة اولي الامر لتقرير التدابير الضرورية حيال اي طارىء من الطوارىء الاجتماعية او لأخذ الرأي العام في تصدير قانون جديد للمجتمع فكان النساء يحضرن تلك المجامع في زمن الصحابة، وقد حدث مرة ان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في خلافته دعا الى عدم المغالاة في المهور وانكر على الرجال ذلك وحظر عليهم ان يزيدوا عن اربعمائة درهم واعترضت امرأة من قريش بقولها اما سمعت الله يقول (وءاتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً) فقال عمر قولته المشهورة اصابت امرأة وأخطأ عمر واعلن رجوعه عن قراره.
ومن هذا نرى كيف دافعت امرأة عن حقوق النساء المكتسبة ضد تشريع امير المؤمنين عمر - رضي الله عنه-.
قضية مثيرة للجدل
ويشارك الاستاذ الدكتور عبدالرحمن عباد، الناطق الرسمي لهيئة العلماء والدعاة بفلسطين حيث يرى ان المرأة شكلت وما تزال تشكل وسوف تبقى قضية مثيرة للجدل عندهم وعندنا وفي كل الامكنة الاخرى والازمنة، لكن حظها في المحيط الاسلامي كان ويبقى افضل واكمل إن راعت ما امكنت لها العقيدة السمحة من مساحة واسعة من الحرية، طفلة ناشئة، وصبية نافعة ثم زوجة صالحة فأماً تربي على يديها الامة.
ثم قال: ان رقي الامم وتقدمها يقاس بالمرأة، فحيثما تجد امة تهين المرأة فاعلم انها امة متخلفة، لا علم لها ولا حضارة، انها صائرة الى زوال.
ونفى الدكتور عباد ما يردده البعض بان المرأة في المجتمع القبلي القديم كانت تابعا للرجل، وانه كان يخضعها لتأثيره دون ان تؤثر عليه، حيث كان العربي لا يبخل ببذل كل ثمين من اجل المحافظة على حماه وعرضه ولولا المرأة ما نزع الى طلب الثأر وشن الغارات، واشار العباد الى انه يحمد للاسلام ويحفظ له انه صحح نظرة الناس الى المرأة، اذ عدها الرومان والأثينيون رجسا ونجسا من عمل الشيطان، ورآها اليهود امر من الموت، وشك فيها الفرنسيون وتساءلوا أهي انسان ام لا، وهل لها نفس كالرجل ام لا فجاء الاسلام ليعلن بصريح العبارة (الذي خلقكم من نفس واحدة) فهي نصف شقي النفس الواحدة، التي يخرج منها النصف الآخر وكلمة (زوج) تعني النظير المساوي بدون زيادة او نقص، ولهذا كان الرجل زوج المرأة وكانت المرأة زوج الرجل، هذا الاستواء حتى في الدلالة اللغوية.
ثم قال الدكتور عبدالرحمن العباد: وان القرآن الكريم هو دستور المسلمين الاول قد اعطى المرأة ما هو اعظم من جميع الحقوق الشرعية التي كسبتها وذلك حين رفع عنها لعنة الخطيئة الابدية ووصمة الجسد المرذول، فكل من الزوجين قد وسوس له الشيطان، واستحق الغفران بالتوبة والندم، فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ماووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) فليس على ذرية آدم وحواء من بنين وبنات جريرة تلحقهم بعد ابويهم او تلحق احداً من الانبياء لجريرة الآباء.
أوصاف عشرة
وقد جمع القرآن العظيم بين الرجل والمرأة في اوصاف عشرة هي اوصاف المسلم الحق التي يجب ان يستهدفها في حياته ويجسدها في سلوكه، وذلك عندما يقول: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) فالمرأة مثل الرجل في العبادة والجزاء: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) ويرى د, عباد أن المرأة قد أخذت بالاسلام الكثير فقد حررها من سيطرة الرجل على مالها الخاص، فمنحها الحرية التامة في التصرف بمالها وأملاكها، إذ ليس عليها أن تتقيد برأي زوجها في معاملاتها الاقتصادية.
عمل المرأة
كما هيأ الاسلام المرأة للعمل الشريف بضمن ظروف موضوعية تصون لها كرامتها وحقها سواء داخل البيت أو خارجه، ولم يمنعها عملا أو يحجبها عن آخر فلها ان تعمل في الفلاحة والحصاد والمعامل والمصانع، عند الحاجة لجهدها أو عقلها، شريطة أن يكون ذلك برغبة منها ورضا، على أن تأخذ كامل أجرها.
ثم قال الدكتور عباد: ان على المرأة الآن دورا محوريا ينبغي أن تضطلع به وهو دور ريادي يقوم على تنبيه حقيقاتها السافرات معصومات الأعين وراء الحضارة المادية الغربية وقشورها، عليها أن تحارب الدعوات المشبوهة التي حولت وتريد أن تحول المرأة الى سلعة معروضة للبيع في علب الليل وأن تحارب تلك المجلات المنحدرة، ولابد للصحافة النسوية أن تسهم بشكل فعال في هذا الاتجاه، حتى لا تندم ساعة لا ينفع الندم.
ان القيادات النسائية مدعوات جميعهن الى الالتفات نحو تاريخهن المجيد وتراثهن الخالد والاستمداد منه، لا حذفه، ووصله بالحاضر، لا قطعه فما من أمة تتنكر لتاريخها وماضيها وتراثها إلا وسقطت في أعين الآخرين.
أمثلة من التاريخ
واختتم الدكتور عبدالرحمن العباد حديثه قائلا: ان للمرأة ما تفعله وهو كثير، وللمرأة ما تقوله وهو كثير، ولكن ليكن، ما تفعله موصولا بحضارتنا وتراثنا وليكن ما تقوله موصولا بحضارتنا وتراثنا وليكن ما تقوله موصولا بعقيدتنا وأخلاقنا، حينها تكون المرأة قد أدت دورها على أحسن ما يكون الأداء، فخدمت نفسها ومجتمعها، وأرضت خالقها.
فهذه زبيدة بنت جعفر بن المنصور المرأة الجليلة ذات اليد الطولى، تأمر بانشاء عين ماء كي ينتفع بها أهل مكة وحجاج بيت الله الحرام، كما أنشأت مجموعة من المساجد والبرك والآبار والمنازل والمصانع وجعلتها للنفع العام، وهذه فاطمة بنت محمد الفهري تبني جامع القرويين بفاس، وهذه أم العزيز بالله نزار تقيم جامع الأولياء ومدرسة منازل العز، وهذه أم حسام الدين ست الشام تشيد مدرسة وتربة بالعونية على الشرف الشمالي من دمشق وتوقف عليها أوقافا كثيرة، وهذه أغل خاتون بنت محمد القازانية تبني مدرسة في القدس هي المدرسة الخاتونية قرب باب الحديد جوار المسجد الأقصى المبارك وتجعلها وقفا اسلاميا، وتفعل أصفهان شاة خاتون الشيء نفسه، حين توقف المدرسة العثمانية بالقدس ايضا، وهي الواقعة بباب المتوضأ وما تزال هذه العمائر مأهولة ومسكونة ومستخدمة.
المساواة في المسؤوليات
ومن جهته أكد فضيلة الشيخ محمد نوري يلماز رئيس الشؤون الدينية في تركيا ان الاسلام دعم كافة الحركات التي تهدف الى تطوير وضع المرأة في الأوقات التي كانت المجتمعات فيها متأخرة تقليديا واجتماعيا، وقد ساوى الاسلام بين المرأة والرجل في المسؤوليات الدينية والاجتماعية والوطنية إلا ان الاسلام اعتبرها بمكانة تفترق بها عن زوجها, المرأة لا يمكن تزويجها بالقوة من قبل عائلتها أو وليها, وفي حالة قبول الزواج لها حق استعمال لقبها السابق أو اسم عائلتها السابقة.
وأشار فضيلته الى ان المرأة من الناحية الاقتصادية لها الحرية التامة وتستطيع التصرف بأموالها كيفما تشاء, بينما زوجها أبيها أو أخيها مسؤول عن رعاية الأم والأولاد مع أن للبنت نصف ما لأخيها من الميراث فإنها في الكثير من الحالات تستطيع الحصول على أكثر من الذكور في الأسرة ولها الأولوية في العائلة من ناحية التعاطف والاهتمام من قبل أولادها وتستطيع المرأة النضال من أجل المحافظة على حقوقها ضمن التقاليد الاسلامية، وقد استطاعت استعمال حقوقها هذه بالتحدث أمام رسولنا صلى الله عليه وسلم .
ثم قال الشيخ يلماز: لقد فهم وضع المرأة في الاسلام لأسباب كثيرة بشكل غير سليم حتى ان الحركات الفردية الخاطئة للمجتمعات أو بعض المسلمين احتسبت على الاسلام, ولهذا السبب فإن مجموعات من المسلمين غير المؤهلين لا يستطيعون فهم قانون الأحوال الشخصية في الاسلام ويقدرونها بشكل خاطىء وغير سليم, إن الآثار السلبية على المرأة وانعكاساتها المتولدة من جراء التخلف لم تحدث في الدول الاسلامية فحسب وانما نرى أيضا في دول العالم الثالث.
واستطرد فضيلته بقوله: ومن ناحية أخرى فإن بعضا من الكتاب المسلمين يتحركون بأحكام مسبقة في هذا الموضع وإن هؤلاء الكتاب وتحركا من محاولاتهم باثبات الإسلام انه دين عصري يتقدمون بذكر الأحكام الاسلامية التي تلائم المبادىء العربية, في حين أنها عبارة عن بعض الثقافة الاسلامية, وبعكس القناعة العامة فإن الاسلام قام بتحسين وضع المرأة واعطاها من الحقوق الانسانية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية مالم تحصل عليها سابقا.
دور في حياة الأنبياء
واستعرض الشيخ يلماز في حديثه أمثلة لبعض النسوة اللاتي لعبن دورا في حياة الأنبياء حيث أشار الى أهمية معرفتنا بأمنا حواء في حياة آدم عليه السلام وأنه يجب أن نفيد بأن المسلمين لا يشاركون الاعتقاد القائل بأن حواء هي التي تسببت في اخراج آدم من الجنة باقناعها له بأكل الفاكهة الممنوعة, وأن الشيطان اقترب في هذا الموضوع من آدم وحواء كليها حيث يقول القرآن الكريم (فوسوس لهما الشيطان) سورة الأعراف، 20:7 .
وهكذا يتجلى بوضوح أن حواء لم تكن مسؤولة عن اقناع آدم للتقرب من الشجرة إلا أنها شريكة له في الذنب.
كما حظيت أربع نساء بأهمية في حياة النبي موسى عليه السلام ، أمه وأخته وامرأة فرعون وبنت النبي شعيب التي تزوجها فيما بعد أما النبي عيسى عليه السلام فيفيد القرآن الكريم بقصة حياة أمه مريم المليئة بالآلام وقصة ولادتها لعيسى وكيف ربته وقلقها عليه كما أشار القرآن الكريم الى عيسى عليه السلام دائما بأنه ابن مريم مما يجعل المسلمين يحبون هذه الأم والابن كثيرا, إلا أنهم لا يرون النبي عيسى ابنا لله.
|
|
|