Friday 7th January, 2000 G No. 9962جريدة الجزيرة الجمعة 1 ,شوال 1420 العدد 9962



من هدي القرآن
المعاني الإنسانية في عيد الفطر
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *

الحمد لله الذي أعطى وأنعم، وهدى إلى الرشد وألهم، والصلاة والسلام على نبينا محمد عبدالله ورسوله، وصفيه وخليله، وعلى آله وصحابته الكرام، وصلاة وسلاماً دائمين ما دامت الأيام، أذكر نفسي واخواني المسلمين بشيء من مطالب الإسلام في عيد الفطر، وشيء من الأهداف التي يرمى إليها وراء تلك المطالب.
أما واجبكم أيها الإخوة المسلمون فسأحدثكم قبل كل شيء عن هذا المعنى الذي يخالج صدورنا اليوم، بعد ان أتممنا رحلة الصوم في جد وعزيمة، وفي صدق وأمانة, هذا الابتهاج والاغتباط لن أحدثكم عنه بوصفه شعوراً فطرياً،ولكن احدثكم عن نظرة الاسلام له وعن الأسلوب الذي اختاره في التعبير عنه، ذلك ان الاسلام لم يشأ أن يبقى هذا الفرح في صدورنا شعوراً منزوياً منطوياً، بل طالبنا أن نعلن هذا الابتهاج عالياً مدوياً،وأن نبرزه في صورة حية قوية، يتمثل هذا في صورتين كريمتين: صورة روحية نتوجه بها الى الله ذكراً وشكراً وتكبيراً وتحميداً، وصورة انسانية نتوجه بها الى الخلق عطفاً ورحمة، ومعونة وتكرمة، ولن أطيل الحديث عن الجانب الروحي، فها نحن أولاً نرى شعائره ظاهرة باهرة في تلك الجموع الحاشدة للصلوات والدعوات، صادعة باسم الله، معلية كلمة الله، ولكني أريد أن أحدثكم عن الجانب الإنساني الذي هو في حقيقة الأمر آكد الجانبين وأوجبهما في نظر الاسلام وأعمقهما أثراً في حياة الأمة الإسلامية، ذلك هو نظام الصدقات والزكوات الذي كتبه الاسلام علينا في نهاية رمضان.
فكما تساوينا أمس كلنا في الجوع والعطش سواء يجب أن نتساوى اليوم كلنا في الشبع والري، هذا هو الشكر العملي وما كانت صلاة العيد وتكبيراته إلا ضرباً من الشكر القوي فهل تعلمون أن الله لا يستمع إلى قول إلا اذا كان يصدقه العمل، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه , ان الإسلام يطالبنا ألا نسمع اليوم شاكياً ولا باكياً، ولا نرى جائعاً ولا عارياً، ان الاسلام يقول لنا لا تطلع عليكم شمس هذا اليوم وفي بيت من البيوت جائع أو عريان، وفي طريق من الطرق سائل أو محروم، يجب أن تملأ البهجة كل النفوس وترسم الابتسامة على كل الوجوه، يجب أن تشعر الأمة كلها في هذا اليوم بعزة الاستغناء وان يمحى من بينها ذل السؤال هذه هي تعاليم الاسلام والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وليس منا من يأت شبعان وجاره جائع وهو يعلم، وفقنا الله جميعاً لصالح الأعمال.
ربنا آتينا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.