يشرع للمسلم الدفاع عن نفسه، بل هو حق مشروع للفرد أينما كان وذلك حين يتعرض البريء لمظاهر الريبة والتهمة في الوقوع فيما لا يرضي الله عز وجل او المخالفة لما شرعه كما يظهر لبعض الناس.
وقد وردت إشارات كريمة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - تبين بكل وضوح انه ينبغي للمرء حينما يكون في موقع يفهم منه الآخرون انه غير لائق وإن كان في حقيقة الامر وباطنه خلاف ذلك، ينبغي ان يدافع عن نفسه وان يطرد وسوسة الشيطان التي قد يوقعها في صدور المؤمنين من ظن السوء ونحوه، يقول - سبحانه وتعالى - على لسان يوسف الصديق - عليه السلام - حين اتهم بمحاولة فعل الفاحشة زورا وبهتانا بزوجة العزيز هي راودتني عن نفسي الآية اي اني بريء مما فعلت بي من إغلاق الابواب ومطالبة فعل الفاحشة وكل القرائن تؤكد ذلك, وفي صحيح الإمام البخاري رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معتكفا في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، وفي رواية في العشر الغوار من رمضان فجاءته صفية رضي الله عنها تزوره بعد العشاء الآخرة فحدثته وحدثها ساعة ثم خرج - عليه الصلاة والسلام - يشيعها الى باب المسجد، وحين وقف لها خارج المسجد مر بهما رجلان من الانصار فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المرأة أسرعا في المشي، فناداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: على رسلكما انها صفية أي انها زوجتي وليست امرأة اجنبية، فشق عليهما ذلك وقالا: سبحان الله يا رسول الله أي حاشا لله ان نظن بك سوءا وهما رجلان صالحان من الأنصار وليسا من المنافقين، فلما رأى اثر ذلك عليهما قال - عليه الصلاة والسلام - تطييبا لخواطرهما وتوضيحا لهما ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت ان يلقي في قلوبكما شيئاً او كما قال - عليه الصلاة والسلام -.
وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله عدة فوائد من هذا الحديث الشريف يجدر بنا الوقوف عندها، منها: مشروعية دفاع المسلم عن نفسه حين يظن به غير ذلك وقطع الطريق على الشيطان ووسوسته واهمية سلامة الصدور في المجتمع المسلم ومنها جواز محادثة المرء لزوجته وهو معكتف داخل المسجد ومشروعية السير معها الى باب المسجد، ومنها جواز زيارة المعتكف في معتكفه ومحادثته في بعض امور دينه ودنياه الى غير ذلك من الفوائد العظيمة.
* كوالالمبور ماليزيا
mustashar*makloob.com