Friday 7th January, 2000 G No. 9962جريدة الجزيرة الجمعة 1 ,شوال 1420 العدد 9962



د,موسى شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر السابق لـ الجزيرة
لا فائدة من حوار الأديان,,والغرب المستفيد الأول والأخير من هذه الدعوة
اجهود المملكة ملموسة في نشر الإسلام بالخارج
ندعو إلى الحفاظ على استمرار انبعاث الصحوة الإسلامية

* القاهرة مكتب الجزيرة
الحوار بين الأديان قضية طرحت في الفترة الأخيرة على مائدة النقاش,,خصوصاً بعد الصحوة الإسلامية البازغة منذ عدة سنوات,, وبعد أن شعر الغرب ان هذه الصحوة تهدد على أرضه وتزايد اعداد الذين هدى الإسلام قلوبهم من مواطنيهم فدخلوا أفواجاً في دين الله، فما كان منهم إلا أن بحثوا عن وسائل لوقف هذه الصحوة,, أو الحد من انتشارها وبدأوا يستعدوا منذ فترة,, وفي الآونة الأخيرة بدأوا يتحركون على كافة المستويات وبكل الطرق وتحت شعار اشكال كثيرة كان من بينها الحوار بين الأديان,, حوله وحول الصحوة الإسلامية ومستقبل العلاقة بين الاسلام والغرب كان هذا الحوارمع الداعية فضيلة الدكتور موسى شاهين لاشين نائب رئيس جامعة الأزهر السابق.
* هل هناك علاقة بين شهر رمضان والصحوة الإسلامية؟
تأججت الصحوة الإسلامية في عصرنا الراهن,, في أعقاب حرب أكتوبر 1973,, حينما رأى الشباب وسمع ألسنة المحاربين تهتف بعبارة الله أكبر,, فكان النصر من نصيبهم,,، الهزيمة لعدوهم,, وربما رأى الشباب ان لهذه العبارة فعل قوي لم يفعله الوعاظ والخطباء,, لأن ما يدل على ذلك ان الشباب والشابات زاد اقبالهم على الالتزام بمبادئ الاسلام وشعائره بشكل أكبر مما كان عليه الحال قبل تلك الحرب.
ولا يخفى على أحد أن حرب أكتوبر 73 كانت في العاشر من رمضان,, فكان ارتباط هذا البزوغ الضوئي برمضان ارتباطاً وثيقاً بل عزا بعضهم هذا النصر الى وقوع المعركة في رمضان، وشبهه هذا البعض بأول انتصار للمسلمين في غزوة بدر الكبرى اذا كانت على أرجح الأقوال في 17 من رمضان.
ولا شك ان رمضان شهر روحي يسمو بالنفوس الى الملأ الأعلى عن طريق الصيام الذي هو سمة الملائكة حيث لا يأكلون ولا يشربون واشبه بعبادة الملائكة وطبيعتهم وخلقتهم هي الصيام.
والصيام,, هو انتصار لله على النفس الشهوانية بطناً وفرجاً والله تعالى يقول: ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم فلا عجب ان يكون النصر مرتبطاً برمضان ارتباط عون الله تعالى ومكافأته بالعمل الصالح الذي يقرب المؤمن منه.
والصائم حين ينتصر على نفسه يتسربل قوة فوق قوته ويتحلى بجرأة وشجاعة فوق جرأته وشجاعته وما أجمل ان ينتهز المسلم هذا الشهر المبارك ليتغلب على نزواته الشخصية من أجل دينه ووطنه وبني جنسه.
البواعث الحقيقية
* لكن من وجهة نظر فضيلتكم,, ما هي البواعث الحقيقية للصحوة الإسلامية؟
أولاً: كل مغالاة تقابلها مغالاة في الجهة الأخرى وقد قيل أن المغالاة تخلق المغالاة فلو أننا وضعنا ثقلاً في كفة ميزان وحركنا الميزان حركة لوجدنا ان الكفة التي كانت منخفضة قد ارتفعت كرد فعل لانخفاض الأقرب، وكل فعل له رد فعل يعادله لمحاولة تعادل الميزان.
وما قام التصوف قديماً بمعنى خشونة الثياب والمأكل والزهد والبعد عن الحياة الدنيا وما انحرف المسلمون هذه الناحية إلا لأن بعضهم غالى في متع الحياة الدنيا في عصر العباسيين وحوله.
والصحوة الإسلامية اتجاه نحو الدين بعد استرخاء فيه من أهله,, وبعد أن انغمس كثير من أهله في مثالب الدين ومثالب الأخلاق ومثالب القيم العالية فكان اتجاها عكسياً على ما كان عليه الحال في الحياة المعاصرة من خلاعة وفجور في الاعلام والشارع المسلم الى الدين الاسلامي وآدابه وأخلاقه,, فكانت الصحوة الاسلامية هي ظاهرة صحية ويقظة نائم وتعقل غافل واعتدال معوج ولا يضيرها انحراف بعض الناس باسم الاسلام فان ذلك ليس من الاسلام.
,, والصحوة شيء حميد جليل القدر,, كالصحة للمريض لا يعاب عليها ولا تتحمل مسؤولية متهور استغل صحته ولا تعاب بان بعض الأصحاء الأقوياء يستغلون قوتهم وعضلاتهم في الاضرار بالآخرين,, فالصحوة شيء حميد وظاهرة صحية تعالج بعض معوجاتها برفق ونحرص عليها لتبقي حرصنا على القيم والأخلاق.
دور المملكة
* ما هو دور المملكة العربية السعودية في هذا الشأن؟
مما لا شك فيه ان الاسلام يصحو بالقدوة الحسنة وبالدعوة من خلال المراكز الاسلامية التي تقيمها المملكة العربية السعودية في كثير من دول العالم، فتنشر الإسلام في البلدان غير الاسلامية، وتعرف الناس هنا بالحياة والأخلاق والمبادئ الاسلامية، كما انها تربط المسلمين هناك بالبلاد الاسلامية.
الغرب,, يخشى الإسلام
* هل الاسلام يهدد الغرب,, كما تروج بعض وسائل الإعلام الغربية؟
الاسلام يهددالغرب مائة في المائة كدول مستعمرة ومتقدمة بالعلم والتكنولوجيا يهمها دائماً ضعف غيرها من الدول لتبقى الدول الضعيفة سوقاً لبضائعهم,, لكن اذا كانت قوتهم في الغرب مادية,, فالاسلام قوة روحية,, واذا قويت الروح تغلبت على المادية ولا يخشى الغربيون المسيطرون الآن على العالم مثل ما يخشون انبعاث الحياة الروحية والقوة المعنوية في الاسلام,,وكثيراً ما صرح زعماؤهم ان عدوهم في المستقبل هو الإسلام.
في تقدم مستمر
* وهل صحيح ان الاسلام عدوهم بعد سقوط الشيوعية,, كما يقولون؟
حقيقة قائمة شاءوا أو كرهوا لأن الاسلام بحمدالله في صحوة وتقدم ولو واصل المسلمون بهذا النمو الروحي لكان القوى التي تخيف اعداء المسلمين ثم ان العالم يتقدم علمياً وتكنولوجياً الى حد يدفع العاقل إلى الايمان بالقوة الخارجية المهيمنة المسيطرة المسخرة للكون وما فيه.
فالتقدم العلمي وسيلة من وسائل نشر الاسلام وليس وسيلة من وسائل محاربة المسلمين,, فكل ما تقدم العقل عرف انه عاجز وقديماً قالوا ان الانسان جاهل ما ظن انه عالم,, وهو عالم اذا عرف قدره انه جاهل,, وكلما تقدم الانسان في العلم عرف حجم علمه بالنسبة لعلوم الدنيا والآخرة، وانه ما أوتي من العلم إلا قليلا وما أخذ من بحاره إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر وتقدم العقل تقدم نحو الاسلام,, فيما لا يكون ا لاسلام العدو في المستقبل لهؤلاء الماديين المسيطرين والمتسلطين فالمسلمون يتجهون نحو الروح وغير المسلمين يتجهون نحو المادة والاسلام باعتباره القوة الروحية هو الخطر الذي يهددهم في المستقبل وهذه حقيقة لاجدال فيها ولا خوف لنا منها وانما الخوف لدى الطرف الآخر.
مستقبل العلاقة
* في ضوء ذلك ما هو مستقبل العلاقة بين الاسلام والغرب؟
احترام الاديان قاعدة اساسية في الاسلام معترف بها بقوانين واحكام وآيات قرآنية واحاديث نبوية في معاملة أهل الذمة.
المشكلة ان يتخلص هؤلاء الطغاة من استعباد المسلمين واذلالهم ومحاربتهم والتسلط على ديارهم وأموالهم,, فهل تنتظر منهم الا يفعلوا كل ذلك,, لا أظن,ولن يبقى أمام المسلمين في المستقبل إلا أن ينتزعوا حقوقهم من أيدي هؤلاء الطغاة بالقوة,, لأن الحق يؤخذ ولا يعطى خاصة مع الماديين.
ولا أنتظر أن معاهدات سلمية ترسم طريق المسالمة والمعايشة بين المسلمين وغيرهم الا اذا كانت محمية بقوة مادية أيضاً معالقوة الروحية والا اذا كانت محصنة بالعلم كما هي محصنة بالايمان.
والتعايش بين القوي والضعيف في زمن قوانين الغاب المعمول بها في هذه الأيام يصبح استعباد من القوي واستلام من الضعيف.
لا فائدة من الحوار
* وهل فضيلتكم مؤيد للحوار بين الأديان؟
القرآن الكريم يقول قد تبين الرشد من الغي اذن الحوار يكون غالباًبين الجاهل بشيء والعالم به حتى يصل العالم بالجاهل الى الفهم الصحيح وأهل الأديان الأخرى على علم بديننا واسلامنا بل هم يعلمون من اسراره أكثر مما يعلمه عامة المسلمين فماذا يراد بالحوار هل يراد به التنازل من كلا الطرفين عن بعض مبادئه ليعيش الطرفان في وسطية بين الأديان؟ إذن لو كان الأمر كذلك,, فهذا معناه الخروج عن الاسلام لانه لا وسطية بين الحق والباطل.
وحينما يتنازل الحق عن شيء، لم يكن حقاً أو لم يعد حقاً فما المقصود بالحوار؟ اذا لم يكن لاعلام جاهل,, فهو لتنازل العالم عن بعض علمه,, والغريب ان كثيراً من المسيحيين يحفظون القرآنالكريم وحفظهم له بعناية أكثر من عناية المسلمين لأنهم يحاولون ان يتلمسوا فيه عيباً يشهرون به,, فهم يفحصون ويعلمون منه مثل ما نعلم، ويعلمون من احكام الشرع الاسلامي مثل ما نعلم فما فائدة الحوار؟.
ان الحوار يضع المتحاورين في كفتي ميزان تحاول هذه أن تعلو تارة وتحاول الأخرى ان تعلو,, ومن الغريب ان من شروط اجراء هذا الحوار، كما يقال عدم وجود شروط مسبقة وعدم الالزام لتبقى حرية العبادة وحرية الأديان فكيف نضع الاسلام الحق في كفة مع الباطل ليرتفع عليها الباطل احياناً بعلو الصوت وطول اللسان فنكون بذلك عرضنا الاسلام الى هزات لا نقبلها,, فما معنى الحوار,,؟ لا حوار وقد تبين الرشد من الغي.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.