الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعلنا من خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وصلوات الله وسلامه وبركاته على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وأتباعه الى يوم الدين,, اما بعد:
فان من فضل الله وتوفيقه لهذه البلاد قيادة ورعية تميز هذا الكيان المتين المملكة العربية السعودية تميزه في نشأته ومنطلقه ومنهجه.
فقد نشأ على نقاء العقيدة وانطلق بحمل مسؤولية الدعوة، ورسم منهج النبوة فأخذ الاسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.
وتتابع الائمة من آل سعود رحمات الله عليهم على هذا الطريق القويم والصراط المستقيم يقضون بالحق وبه كانوا يعدلون فأخذوا الاسلام بكل تشريعاته وحازوه من جميع اطرافه.
وكان من مظاهر الشمولية في تطبيق الاسلام اقامة هيئات للحسبة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك حتى يقوم الناس على دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حفظاً لشعائر الدين من الاضاعة، ولأخلاقه من التفلت، ولحرمات المسلمين من الانتهاك وكان من ثمرة ذلك هذا النقاء الذي يعيشه مجتمعنا في سلوكه ومظاهر حياته.
وما كان شيء من هذا ليكون ويستتم الا برعاية كريمة ودعم قوي، ومتابعة مستمرة ممن ولاهم الله الامر واسترعاهم الامة, وكان ممن رعى ودعم وتابع صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
وإنا لنرى في القرب المكاني من مقر امير الرياض دلالات عميقة على القرب المعنوي من قلب امير الرياض كما نرى فيه دلالة على اتصال العمل بين الهيئات والامارة وتكامله وانسجامه.
ثم اتم ذلك بتشريف حفل الافتتاح ورعاية بداية الانطلاقة,.
يا ابن عبدالعزيز هاهم رجالات الحسبة معك اليوم كما هم معك دائماً جنودا لشعائر الدين وأخلاق الاسلام, جهدهم مبذول في تحبيب المعروف الى الناس ودعوتهم اليه وأمرهم به, وجهدهم متواصل في توعية الناس بخطر المنكر وتحذيرهم منه ونهيهم عنه, هم يدافعون الخطيئة حتى لا تقع وينقذون الفضيلة في لحظات توشك فيها ان تغتال ويضفون على هفوات الناس اردية الستر ويحفظون للبيوت الصون, ويعالجون خطأ الخاطئين وجنوح الجانحين بالصبر الجميل والتسديد الرشيد والحزم في مواضعه يوم يؤذن الامر باستفحال خطر او تطاير شرر.
وجهد هؤلاء جهد دؤوب صامت بنى سداً امام الفساد, وقصر الخطى في طريق التحلل وأمسك بزمام المجتمع ان يتدهور في مهاوي الضياع وان دور رجالات الهيئات اليوم ليتضاعف وان المسؤولية عليهم لتعظم امام هذه التغيرات العالمية التي بدأت تغرق المجتمع بسيل منهمر من الفساد بالافساد عبر الفضائيات واجهزة الاتصالات وغيرها مما لا يمكن حجبه، ولكن لا اقل من محاصرة آثاره، وتقليل اضراره.
فيا ابا فهد ان هؤلاء الرجال لن يبخلوا بجهدهم وهو مبذول، ولا بوقتهم وهو مشغول ولكن عملهم سيبقى قاصراً مالم تصله بأسبابك وتمده بعونك وارشادك فقد كنت أخاً وأباً كما كنت راعياً وأميراًوكانت لك مواقفك التي نعد منها ولا نعدها، وحضورك اليوم معنا هو أحدها، ولئن تذكرنا الكثير فإنا ننتظر الكثير.

وفي النفس حاجات وفيك فطانة سكوتي لديها منطق وبيان

يا ابا فهد: ان جهودك مع رجال الهيئات بخاصة تستحق صفحات من الثناء ولكن خيراً منه خالص الدعاء فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعينك ويسددك ويجري على يديك الخير، ويجعلك مغلاقاً للشر وان يجعلك هادياً مهدياً وان ينفعك وينفع بك ويجزيك عن كل خير عملته خير ما جازى عباده الصالحين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.