ضحى الغد كأس الماء لمداواة الغصة المرورية! عبدالكريم صالح الطويان |
ليس لشارع الخبيب ببريدة اخوة، فهو أب له أبناء، والأبناء أبداً ليسوا بمستوى الأب وإن كثروا!
بريدة حتى وان كبرت وتوسعت فهي من نوعية مدن لها أشباه في بلادنا إنها مدن وان توسعت لا تزال اسيرة الشارع الواحد الذي يشقها شقاً طولاً أو عرضاً!
وعندما تكون المدينة اسيرة شارع واحد، فإن فك قيد الأسر هذا، ان تطلق يد الآسر واطلاق يده ان نحرر عابره من اشارات المرور الواقعة عليه، ولا يكون ذلك إلا عبر اقامة الجسور على تقاطعاته ليخلص هذا الأب لمدينته فلا ينوء بعبء أبنائه الذين يقطعون ظهره بعد كل مسافة قصيرة!المرور في مدينة بريدة مؤهل لكثير من الأزمات والاختناقات في المستقبل، فالسكان يتكاثرون والسيارات تتضاعف والشوارع في أقصى طاقاتها الاستيعابية!
نظام الجسور هام وضروري لفك هذه الاختناقات فهو كأس الماء التي تنقذ الآكل الذي غص بلقمته! ولقد حكم العرب الأوائل على أن من استضاف ضيفاً وقدم له طعاماً، ولم يضع الماء بقربه، ثم قدر لهذا الضيف أن ازدرد لقمة فغص بها وسدت قصبته الهوائية فمات! ان على المضيف ان يدفع ديته! لأنه لم يضع كأس الماء بجانبه لاسعافه حال الضرورة!على بلدية بريدة وهي اليوم في مرحلة النضج والحكمة والاستواء بعد اربعين عاماً تقريباً من عمر تأسيسها ان تضع كأس الماء بجانب الضيف اماناً له من الاختناق!
وإذ نذكر بلدية بريدة في هذا السياق لنثني خيراً على رئيسها الحالي المهندس أحمد السلطان وعلى فريق العمل الناجح الذي يدير جهاز البلدية خاصة في مجال فتح منافذ وطرق فرعية لمدينة بريدة لكي تتنفس! نذكر منها الطريق الجديد الواقع شرق الصباخ والمحاذي لطريق بريدة عنيزة شرقاً، هذا الطريق انطلق من دوار خضيراء متجهاً جنوباً حيث أعماق مزارع وهطان وحين اقترب من رواق انعطف ناحية الغرب الى حيث طريق بريدة عنيزة الذي هو امتداد الخبيب جنوباً، فكأن هذا الابن لم يستقل بنفسه حين ما لبث ان عاد الى أبيه!لقد كشف واكتشف هذا الطريق جانباً كان هامشياً من بريدة فبعثه إلى النور ودبت فيه حياة جديدة مبشرة، وذلك فعل الطريق في الحياة العصرية، فهي أشبه بفروع الأنهار حين تتسلل عبر الصحراء واعدة بالنماء والحياة! تشير فكرة هذا الطريق من حيث بدأ من دوار خضيراء أنه سيواصل جنوباً، فلعلها مرحلة تالية حيث نؤمل ان يحف أرض فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم من جهة الشرق ثم يتصل بفرع الدائري المعترض!
بهذه التكملة المرجوة سيؤدي دوره الاستراتيجي حيث سيشارك في خدمة حركة اثني عشر ألف سيارة تتحرك صباحاً وظهراً حول مبنى جامعة الامام، هم طلاب الجامعة! والحاجة بعد ذلك قائمة الى الاسراع في انجاز مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة الذي تم نزع ملكيته، لكنه لم ينفذ بعد,الأمل يتوجه الى فرع وزارة المواصلات بالقصيم تنفيذاً والى بلدية مدينة بريدة تنسيقاً! لانجاز هذا المشروع الحيوي الهام الحلم الذي طال أمد تطلع بريدة إليه كحل استراتيجي فعال لفك غصتها المرورية، إنه كأس الماء الهام لدفع هذه الغصة!
وطالما بقي قلب بريدة، هو القلب الوحيد النابض بها سيزيد الاختناق المروري مستقبلاً، ولقد كرس وأصّل اهمية هذا القلب إنشاء البلدية للأسواق الجديدة شمال سوق الخضار، لقد أكلت مواقف كانت رئة لمنطقة القلب، حقاً هي مورد استثمار ناجح للبلدية، لكن المؤمل ان تضع البلدية خطة مستقبلية لتحويل بعض الأنظار عن القلب لايجاد بدائل أخرى قريبة أو بعيدة عنه لتجنب غصص مرورية توشك أن تتعاظم!
|
|
|