Friday 7th January, 2000 G No. 9962جريدة الجزيرة الجمعة 1 ,شوال 1420 العدد 9962



كلمات معدودة
هذا هو الإعلام
د, محمد بن سليمان الأحمد

لقد تغيرت لغة الاعلام بكل وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة، فلقد كانت في السابق لغة إنشائية انطباعية تعتمد على القدرات الصياغية بلغة قد تحتوي على بعض او الكثير من المحسنات البديعية، كانت في السابق اقرب الى لغة الأدب منها الى لغة الصحافة أو الاعلام.
لغة الاعلام اليوم لم تعد لغة الأدب وكذلك لم تتحول الى لغة العلم لقد وجدت في الوسائل الاعلامية لغة جديدة بين هذه وتلك انها اللغة العملية واللغة المعلوماتية.
القراء والمشاهدون والمستمعون عندما يسعون لتلقي الرسائل الاعلامية من اي وسيلة اعلامية فإن هدفهم الأول والاخير البحث عن المعلومات.
المهتم بالرياضة يبحث في الوسائل الاعلامية عن معلومات عن آخر الدورات والمباريات والفائزين والمنهزمين ونتائج هذا الفريق او ذلك السباق, والمهتم بالاقتصاد يبحث في وسيلته الاعلامية المفضلة عن اسعار الأسهم وآخر المعلومات عن الشركات والبضائع.
في عالمنا العربي بكل أسف ما زال بعض غير قليل ممن يتعاملون مع الوسائل الاعلامية يعتقد ان الاساليب الانشائية والخطابية هي دون سواها الناجحة في الوصول الى الهدف.
وبمناسبة ان هذا الشهر هو شهر القرآن فقد اجرت اذاعة لندن حديثاً اذاعياً مع السيد امين عقيل عطاس الذي يعمل رئيساً لجمعية تحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة,, ولقد كان هذا الحديث رسالة اعلامية استخدم فيها المتحدث اللغة الاعلامية المعلوماتية العصرية,, فقد قدم ارقاماً وبيانات مهمة ومنها ان عدد طلاب الجمعية 26855 طالباً يدرسون على يد 916 مدرساً ويشرف عليهم 29 موجهاً وهؤلاء يدرسون في 498 مسجداً اضافة الى الحلقات الموجودة في المسجد الحرام وعددها اربعة وسبعون حلقة.
وعن عدد الطالبات وهذه أيضاً معلومة مهمة قال العطاس في مقابلته ان عددهن بلغ 14335 طالبة يدرسن على يد 590 مدرسة ويشرف عليهن 41 موجهة,, والطالبات لا يدرسن في المساجد ولكن في مدارس عددها 165 مدرسة وعن عدد الحفاظ للقرآن الكريم في العام الماضي قال العطاس لقد بلغ 341 حافظاً و157 حافظة.
أما الذين اتموا حفظ كامل كتاب الله من خلال هذه الجمعية فقد بلغوا 6341 طالباً وطالبة.
هذا ما يبحث عنه المتلقي في هذا العصر انه يبحث عن المعلومة اما الحكم على هذه المعلومة وجودتها من عدمه فهو امر تتركه وسائل الاعلام للمتلقي.
اذ ان المتلقي لم يعد يبحث عن الكلمات الرنانة والطنانة همه الأول والاخير البحث عن المعلومة وهو بعد ذلك قادر على تحليلها وتبيان مواطن القوة والضعف فيها,.
ولم يرد في تلك المقابلة اي من الاساليب الانشائية الانطباعية ولا حتى الاساليب الخطابية مثل قول بعضهم ان هناك اقبالاً كبيراً ومتخرجين كثيرين,, .
ان ما نبحث عنه الآن ويبحث عنه المتلقي في كل مكان هو الاسلوب الاعلامي الحديث المعتمد أولاً وأخيراً على المعلومات ولا شيء غير المعلومات.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

متابعة

أفاق اسلامية

لقاء

نوافذ تسويقية

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.