المعنى الحلول بين أيديكم! بدر بن سعود بن محمد آل سعود |
ونحن نودع شهر رمضان المبارك ونستقبل أول العيدين جرب أن تخرج إلى الأسواق وراقب ما يحدث بداخلها، سترى الناس محملين بأصناف البضائع وكأنهم مقبلون على حرب أو أزمة اقتصادية حادة أو ربما انتشر بينهم خبر يقول بأن المراكز والمحال التجارية سينفد ما بها ولن تعاود نشاطها مرة أخرى!، وإلا فما الذي يبرر هذا الإقبال الهستيري لشراء ما نحتاجه وما لا نحتاجه لمجرد اقتراب أشهر أو مناسبات معينة وانقضائها!، وهو مسلك تسوقي شبيه بالوباء الاجتماعي الذي يجسد حالة الطلاق الموسمي أو اليومي لدى البعض!، بين العادات الشرائية للمواطن السعودي والموازنة الموضوعية لمصروفاته الشخصية وتظهر آثارها واضحة وجلية بعد مضي أسبوع أو أقل لاستلامه المرتب إذا كان موظفاً حكومياً أو عاملاً بالقطاع الخاص والحالتان تمثلان غالبية أصحاب المداخيل الشهرية الثابتة وشبه الثابتة والمتغيرة، إذ تبدأ جيوبه عندها بالانكماش حتى تصبح فارغة تماماً لا يشغلها سوى الهواء والعملات المعدنية وقد انقرض استخدامها إلا على هواتف العملة وربما زالت قريباً بوجود بطاقة الاتصال المدفوع!، ولكن لا يستسلم كثيرون لظروف القحط المادي في غير أوانه فيلجأون للاستدانة والاقتراض أو طلب الإعانة، لتتفاقم المشاكل ويزيد حجم المسؤوليات المالية مما يؤدي بالتالي لصرف المرتب لحظة استلامه كي تهدأ انفعالات الدائنين والمطالبين بحقوقهم!، والعودة مجدداً لسؤال الآخرين والاقتراض منهم ثم تتكرر الدورة نفسها مرات ومرات ومرات!, لا تتحججوا بغلاء المعيشة بينما الحلول بين أيديكم؟!!.
|
|
|