لم يتبق سوى ست جولات من عمر دوري الدرجة الأولى وبعدها يزف الصاعدان للأضواء وينعى الهابطان للثانية، وما يعنينا في هذا المقام هو التعاون الذي منذ انطلاقة الدوري وهو مكانك سر حتى فاته قطار الصعود وبدأ يلوح بيده للهبوط طالبا يد العون والمساعدة عل وعسى ان يكون في الوقت متسع، ولقد تنفس الصعداء عندما توقف الدوري شهرا قبل خوض آخر ست جولات الوداع، وبدأ ينظر نظرة اليائس المحتاج بانتظار مد يد العون له من قبل إدارته الشابة التي عول عليها كل الآمال لتوفر له أسباب النصر بعد الله والرقي به الى منصات التتويج ولكن ما حدث هو العكس تماما فالتفريط والوقوف موقف المتفرج للفريق وهو يغرق أهم خصال الإدارة الشابة وياليت الأمر توقف عند ذلك بل باركوا للمدرب رعونته ولخبطاته التي جعلت حوله اكثر من علامة استفهام، ففي كل مباراة نشاهدها نرى المهزلة التدريبية التي يتمتع بها مهداوي مدرب الفريق فما بين هزيمة وفرحة عارمة بالتعادل، فعلا ان حال التعاون يرثى له فلقد اصبح كبش الفداء لغباء مدرب اصبح في جسد الفريق كالوباء حتى اصاب كامل الجسد التعاوني بالعياء.
وشر البلية ما يُضحك عندما نطالع تصريحات الامبراطور التعاوني بعدم وجود نية لإلغاء عقد المدرب واصراره على بقائه واتهامه من يطالبون بإقالة المدرب بعدم الوفاء أو احيانا يتهمهم بالأعداء.
على العموم لسنا الآن بصدد توجيه الاتهام او التراشق بعبارات الكلام، لاننا الآن في مرحة حاسمة وحاسمة جدا تصل الى اقصى درجات الرجاء والتوسل من أجل التوصل الى حل يكفل للتعاون البقاء، لذلك ارجو وكلي رجاء بأن تستغل إدارة التعاون فترة التوقف الاستغلال الأمثل وان تتواضع قليلا وتتنازل عن آرائها المتحجرة وتعالج الوضع بعقلانية بعيدا عن الدكتاتورية.
انه من المشاهد في جميع أندية العالم عندما تتدهور نتائج اي فريق فان عزل المدرب يكون هو غالبا الحل الوحيد للخروج من المأزق، حتى وان كان هناك تقصير من قبل اللاعبين لانه من الصعب الاستغناء عن اللاعبين اما اذا تم استبدال المدرب فهذا يعني رمي الكرة في مرمى اللاعبين وبالتالي يشعرون بالمسؤولية وينفض عنهم غبار التهاون والكسل وهذا بطبيعة الحال يعود بالنفع على النادي وهذا هو المطلوب.
ها هو التاريخ يعيد نفسه وما يحدث للتعاون الآن صورة طبق الأصل لما حدث له في العام الماضي ولم يكن الحل آنذاك إلا اقصاء المدرب البرازيلي ماتيوس الذي يعتبر واحدا من أفضل المدربين الذين مروا على النادي ان لم يكن أفضلهم واسندت المهمة للمدرب الوطني عبدالله المنصور مدرب الطوارىء وهو فعلاً يستحق هذا اللقب الذي اطلق عليه فلقد استطاع انتشال الفريق من الهبوط واعاد له هيبته في مسابقة كأس ولي العهد التي خرج منها في دور الستة عشر على يد الهلال بصعوبة بالغة.
والان وقد اعلنت حالة الطوارئ في التعاون فلماذا لا يتم الاستعانة بمدرب الطوارئ عبدالله المنصور ويتم اعفاء مهداوي فلن يقدم أكثر مما قدم.
ارجو ان يتم هذا التغيير قبل ان تقع الفأس بالرأس ونقول ياليت الذي جرى ما كان, فهناك من أبناء النادي مدربون جديرون بالاحترام كالمنصور وعبدالله العريفي اللذين لواتحدا لقصرا على التعاون مسافة السفر وخلصوه من السقوط قبل آخر محطات الهبوط ودمتم.
ابراهيم الغديّر
بريدة