فرصة للتفكّر,, لنجعله عيداً سعيداً

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيد سعيد وكل عام وانت بخير يا عزيزي القارىء، كل عام وانت في صحة,, وانت متفائل وأنت قادر على العطاء لمن حولك ولبلدك,, قادر على منح السعادة للآخرين لتشعر من خلالهم بالسعادة وراحة البال,,
وهذا هو العيد,, أيام تأتي في مسيرة العام لكي نتوقف بهدوء في محطة,, ونتأمل، ونسأل أنفسنا,, ماذا حققنا لحياتنا الدنيا والآخرة,, ما فعلناه من خير سنجده في ميزان حسناتنا كم فقير مددنا له يد العون؟, كم محتاج لمساعدة ساعدناه؟ كم مظلوم إعدنا له حقه؟,, وهل كان إخلاصنا في عملنا كاملاً؟ هل حققنا جوهر الإسلام بأن العمل عبادة,, أم قصرنا العبادة على شق واحد هو الصلاة والصوم وسائر التكاليف,, هل فهمنا حقيقة الإسلام أم أخذنا منها وجهاً واحداً واهملنا بقية الوجوة,, فالإسلام يطالبنا بالعمل في ثلاثة اتجاهات: نعمل في أداء الواجبات الدينية لكي ندعم الرابطة بين قلوبنا وكل أعمالنا وبين خالقنا الأعظم,, والاتجاه الثاني نؤدي اعمالنا بإخلاص ودقة وضمير، ونعلم أن الله سوف يحاسبنا على كل عمل عملناه وعلى كل قرش اكتسبناه,, بل إن أول ما يسأل الإنسان أمام الله جلت قدرته عن ماله: من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فإن كان قد اكتسب ماله من حلال وانفقه في وجوه البر والخير التي يرضي عنها فليبشر بالخير,, وان لم يكن قد فعل ذلك فإنه في خطرٍ يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا منصب ولا جاه,.
والاتجاه الثالث هو علاقة الإنسان بالناس فلا يظن من يؤذي الناس,, أو يكذب,, أو من يأكل حقوق غيره أنه سيجد خيراً في الدنيا او الآخره,, ومن أعماه المال أو القوة فدفعه إلى اغتصاب ما ليس له فلا مكان له بين الصالحين,, ولنتذكر الحديث الشريف: (ان الرجل يدعو ويقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغزي بالحرام فأنى يستجاب له؟)
وكما يقول القائل: ( افعل ما شئت,, كما تدين تدان) فكل ما تعمله خيراً أو شراً ستلقى عليه الجزاء العادل,.
ياعزيزي القارىء,, العيد فرصة لتفكر في نفسك,, وفي مستقبلك مستقبلك في الدنيا وفي الآخرة,, اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا,, وامدد يدك لكل من تلقاه بالسلام والعطاء ليمد الله يده إليك بالعون والخير فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه,, وما أكثر ما في العيد من نفحات وتأملات,, وبيدك أن تجعله عيداً سعيداً,, لك,, ولكل من حولك,, ولو بابتسامة ولو بكلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة.