تألمت كثيراً كما تألم غيري العديد من الزملاء الفنانين والاعلاميين بصفة عامة من برنامج سباق المشاهدين الذي تم عرضه بالتلفزيون السعودي خلال الشهر الكريم وذلك نتيجة لتهميشهم ونسيانهم وهم الذين قدموا عصارة أفكارهم وجهودهم في عالم الفن والاعلام في هذا البلد الكريم
وذلك انطلاقا وإيمانا من ما تبذله الحكومة الرشيدة من جهود حثيثة وسعي دائم ودؤوب في سبيل بناء الانسان السعودي والذي اصبح يعول عليه كثيرا في جميع المجالات ولكن المشكلة الحقيقية أيها السادة تهميش البعض من الوسائل الاعلامية لهذه الكفاءات والقدرات فعلى سبيل المثال,, أين برنامج سباق المشاهدين من تفعيل وابراز تلك الطاقات أو ليس هذا البرنامج كان من المفترض ان يكون امتداداً للمجهودات الحثيثة والمشكورة التي تتبناها الدولة في شد ازر الانسان السعودي كما يجب,, في ظل قدراته وامكانياته المصقولة والتي يستطيع ان يفخر بها امام الآخرين وهي في النهاية مكسب حضارية وبكل المقاييس لهذا البلد الكريم,, كما يجب ان لا ننسى ان الرياض اصبحت العاصمة الثقافية لعام ألفين وهذا يعني اهمية وضرورة تفعيل وابراز مثقفي وفناني هذه الارض بشكل مناسب واستغلال هذه النوعية من البرامج الجماهيرية والتي تصل لجميع انحاء العالم بالتعريف بحضارتنا وثقافتنا العريقة من خلال ادواتها الرئيسية والتي تتضمن مثقفينا ومبدعينا والذين يقف من خلفهم ولاة الامر حفظهم الله ورعاهم.
يقول معد ومقدم البرنامج الزميل حامد الغامدي في تصريح لجريدة الجزيرة بتاريخ 23 رمضان 1420ه ردا على سؤال حول عتب العديد من المثقفين والفنانين السعوديين المبدعين عن عدم دعوتهم للمشاركة,,! حيث قال: إن هذا البرنامج يخضع لعدد محدود من السعوديين وان الفرصة سوف تتاح لهم في السنوات القادمة وكان رداً سطحياً لا يحمل في طياته حتى الحد الأدنى من الاقناع وذلك لعدة اسباب اوجزها لكم ايها الاعزاء بالتالي:
أولا : سباق المشاهدين يقدم من خلال تلفزيون سعودي وليس من خلال محطة فضائية سابحة في الفضاء من دون هوية او شخصية لذا كان لزاما على الزميل الغامدي ان يؤكد أن التلفزيون السعودي هو الوحيد صاحب الهوية وهو المرجع والحضن الدافئ لكل الفنانين والمثقفين السعوديين وذلك من خلال الاهتمام بهم ودعوتهم للمشاركة وتفعيل اهم عنوان وحدث ثقافي وحضاري تحتضنه الرياض العاصمة الثقافية لعام 2000م والذي سيبدأ خلال ايام,, وقد كان مناسبا جدا الاعلان عن هذه التظاهرة الثقافية والتي تعتبر علامة بارزة في جبين الامة من خلال المثقفين والاعلاميين والفنانين السعوديين المخضرمين وذلك عبر برنامج سباق المشاهدين.
ثانيا: المبدعون السعوديون لا يكلفون البرنامج أية تكاليف مادية تذكر بل العكس تماما حيث انهم سوف يسهموا بشكل كبير في اثراء وتوهج هذا البرنامج وذلك باعتبار البرنامج من البرامج الممولة ناهيك ان الفنانين الآخرين يكلفون البرنامج الكثير من الاعباء المالية ابتداء من تذاكر سفرهم مروراً باقامتهم بأفخم الفنادق وصولا لمكافأتهم مكافآت مادية والشد على ايديهم بأن يعاودوا الاستجابة للمشاركة في هذا البرنامج في اعوام أخرى,,!
ثالثا : استبعد الزميل الغامدي علامات حضارية وثقافية بارزة في حياة الامة ففي عالم الادب والاعلام أين تركي السديري، وخالد المالك، ويوسف الكويليت، وسعد الحميدين، ومحمد علوان، وسعد الدوسري، د, فهد العرابي الحارثي، د, هاشم عبده هاشم، وعلي العمير، وعبدالله نور، عبدالرحمن فيصل المعمر وغيرهم الكثيرون,, كذلك استبعد الزميل المذكور اسماء مخضرمة في عالم الدراما السعودية فأين محمد الطويان وناصر القصبي وعبدالله السدحان وسعد خضر سعدون، وأحمد الهذيل وغيرهم,, وفي مجال المسرح أين محمد العثيم ومشعل الرشيد والدكتور صالح الزاير وغيرهم,, وفي مجال الاخراج أين سعد الفريح ومحمد مقبل العتيبي وخالد الطخيم وسعد الوثلان وعبدالعزيز الرويشد وغيرهم,.
أليس المذكورون أحق بأن يكرموا ويقدموا لنا ونحن متعطشون ان نراهم من خلال شاشتنا ألا يعتبرون علامات مضيئة وفنية في تاريخ الفن السعودي والخليجي سؤال يستحق الاجابة,,؟!
رابعا : قام الزميل الغامدي بدعوة العديد من الممثلين المغمورين العرب وعلى رأسهم فنانان كما يدعيان احدهما يدعى سامح الصريطي والآخر يدعى بالدكاك,, من منا يعرف هذين الشخصين، أكاد أجزم انهما غير معروفين حتى في وطنيهما؟!.
خامسا: كان تركيز البرنامج على الاتصالات الخارجية والتي اغلبها كان مفتعلا وتم تجاهل الاتصالات الداخلية والتي كانت اهم شكلا ومضمونا,,؟
سادسا: رجاء خاص لتلفزيوننا العزيز بأن يؤكد انه الأم الرؤوم لكل مبدعي هذا الوطن وان يعود لعصره الذهبي عندما كان يحتضن تلك المواهب ويقدمها من خلال انتاجه بعيداً عن الانتاج الخاص والبرامج الممولة والتي في مجملها تجاريا أجوف لم يقدم لنا وللاسف الشديد سوى افساد الذوق العام بجميع اشكاله وألوانه,,؟!
سامي عبدالعزيز العثمان