بوح تاجك ياوطني إبراهيم الناصر الحميدان |
نهضتنا العلمية لاتزهو فرحة بالشبيبة الواعدة التي تنظر الى المستقبل بتفاؤل وأمل فحسب حتى تسهم في دفع مواكب النور والعلم في مجرى الحضارة الجديدة للوطن الذي انخرط أبناؤه في العمل الجاد المثمر منذ أكثر من ربع قرن لتطال الانجازات هذا البناء الشامخ في اكثر من ميدان فلم يبخل حتى المواطن البسيط من وضع لبنة وان كانت صغيرة في دعم الزحف المتفجر بتوفيق من الله نحو المجد والمعالي ولابد اننا في معرض الحديث عن الانجاز من تذكر أولئك الرجال الذين أسسوا لهذه القاعدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وأول أولئك الرجال هو معالي الدكتور عبدالعزيز عبدالله الخويطر مدير اول جامعة في المملكة عندما كانت تحمل مسمى جامعة الرياض والذي يفخر اليوم بتلاميذه الاوفياء الذين يتسلمون أعلى المراكز والمسئوليات في جهاز الدولة فكانت الجامعة مصنع الرجال ومعهد الادارة الذي يصقل المعرفة بادارة الوزير الهمام محمد أبا الخيل الذي انتقل منه الى وزارة المالية هما الجامعة والمعهد الانطلاقة الأولى لتأسيس البناء الاداري والعلمي من داخل البلاد وخارجها ابتعاثاً وصقلاً فاذا بنا اليوم في هذه المرحلة التي تمثل انعطافاً جذرياً في الرهان على دفع الاقتصاد السعودي ليتبوأ مكانته في الصفوف الحضارية الاولى التي يتزعمها ولي العهد المعظم الامير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي حفّز قلاع الصناعة في العالم للاستثمار في داخل المملكة لاسيما دول شرق آسيا الناهضة.
أردت أن أقول إن من وضعوا أسس التعليم لم يتوقف عطاؤهم عند التشجيع انما استغلوا المواهب حتى بعد التخرج وقد كان مثلهم الاعلى في الرجل القدير معالي الدكتور الخويطر الذي مازال يبدع في ميدان الثقافة بهذه الخرائد العميقة من الاصدارات الرصينة التي استمتدت جذورها من تراث الوطن فاذا به يختار تلك المواقف التي تجمع ما بين الذكاء والفطنة وعمق الرؤية, بل ان أعضاء مجلس الوزراء بأفراده الذين يحملون أرفع التخصصات العلميةوهم يرأسون اجهزة الدولة مازالوا لم يتوقفوا عن العطاء الفكري فها هي اسهاماتهم تملأ صفحات مطبوعاتنا بالتوعية والتشجيع مثل الدكتور النملة ومعالي الاستاذ عبدالعزيز السالم والدكتور مطلب النفيسة وغيرهم من القامات التي نفخر ملياً بعطاءاتها في الوظيفة والافكار البناءة التي تجد الصدى الحسن لأنها امتزجت ما بين النظرية والتنفيذ ورغم الواقع الاقتصادي السيىء لبعض دول العالم الثالث والمشوب بالخوف من تلاعب الدول الصناعية الكبرى في العالم فاننا في هذه البلاد لم نستثمر كل الطاقات والامكانيات التي نمتلكها في العقول وخزائن أرضنا, وأهم ماندخره هو الاخلاص في سبيل الواجب، واذا كنا نمتعض من السلبيات التي لايخلو منها مجتمع او جهاز حكومي في العالم فاننا نعوّل على الايجابيات التي تغطي على تلك السلبيات التي تجد الانتقاد والتلميح بتخلفها من المواكبة الجادة والفاعلة.
فالعقول الثقافية المبدعة تنتظر فرصتها لكي تحتل الرقعة التي مازالت بكراً رغم اسهاماتها الخاطفة, فالميدان الثقافي رغم وحدانيته واعتماده على قدراته الفردية مازال يبحث عن تحلقه حول رابطة تشدو وتدفع به نحو تفجير طاقاته الكامنة بالوعي الذي يختزنه ويسعى الى التنافس عن طريقة لاحتلال مكانته اللائقة بين ثقافات الشعوب الناهضة.
وكم أتمنى ان تتوقف هذه النشرات الاعلامية التي تصدرها الجهات الحكومية وتستبدل باستقبال الكتاب المحلي والمطبوعة التي تنشد رفع راية الادب الجديد وثقافة المستقبل بعيداً عن غوغائية الشعبي الذي تكاثرت مطبوعاته حتى الملل.
|
|
|