تلميحة محمد المنيف |
لا أدري سبباً يمنع المسؤولين في أقسام الفنون التشكيلية في الجهات ذات العلاقة أو يقف حائلا دون ايجاد تصنيف شامل للفنانين ووضع تقييم مدروس يمكن من خلاله ان نتعرف على مستويات ومراحل تطور الحركة التشكيلية السعودية, علما بأن مثل هذا الاجراء أو الأسلوب متبع عالميا وأعني بذلك التصنيف تحديد الاولوية في الريادة ورصد اصحاب البدايات ومن ثم تحديد الاجيال المتعاقبة التي أثرت الساحة بابداعاتها, وبالطبع لن يتم مثل هذا التصنيف بين ليلة وضحاها ولكن مجرد التفكير في مؤشر للبداية في الوقت الذي لم ير فيه أي اهتمام حتى الآن.
ان ما يتم حاليا من فوضوية في تقسيم المستويات أو تحديدها وفوضوية ادراج أي اسم في دائرة التميز دون وعي بما تعنيه هذه الصفة اضاف عبئاً أكبر, وزاد من اتساع الفجوة, وعند البحث عن موانع مثل هذا التنظيم نجد في مقدمتها عدم وعي المعنيين بهذا الابداع في اقسام الفنون التشكيلية أو لجانها بالدور الهام لمثل هذا الاجراء, اضافة إلى أسلوب تنظيم المعارض أو البرامج الخاصة بهذا الفن أخذت الكثير من التفكير والوقت والجهد كما جاء على لسان البعض منهم وهو عذر غير مقنع بأن مثل تلك المهام كانت عائق أمام ما يمكن القيام به.
إن قضية التصنيف وتحديد المراحل والمستويات والتجارب والخبرات لا يقل أهمية عن اقامة المعارض وتنظيمها بقدر ما يحسب نجاحا للسابق من الخطط والخطوات ويؤخذ به ايضا لتنفيذ القادم من برامج بشكل أكثر دقة ومعاصرة.
متى تصبح الجمعية عنواناً للفنانين:
المتلقي والباحث والدارس للفنون والصحفي ومعد البرامج في الاذاعة والتلفزيون كل هؤلاء في حاجة ماسة لمعرفة أسماء وعناوين الفنانين وعلى مختلف التخصصات وفي مقدمتها الفنانون التشكيليون ومن المؤسف ألا يجد الكثير من هؤلاء أي معلومة ومنها رقم الهاتف او صندوق البريد وان وجد شيئا منها فهو نادر أو قديم, من هنا يبدأ البحث وطرح التساؤل عن دور جمعية الثقافة والفنون ودور لجانها التشكيلية الموزعة على مختلف مناطق المملكة وقصد منها خدمة الفن وفنانيه بمتابعة كل ما فيه لتسهيل سبل عطائهم والتعريف بهم عبر سجلات شاملة يأتي ضمنها العناوين, ولن أكون مراهنا على أمر أعرف مسبقا تمكني من الفوز به ولكن الأمر متروك لكم لكشف الواقع وهذا بالطبع يكشف جهل غالبية رؤساء تلك اللجان لدورهم وتوقفهم عند حدود اقامة المعارض رغم ندرتها، وقد يجد البعض مخرجا ليقول ان التقصير من الفنانين أنفسهم ونحن نقول مختصرين المسافة ماذا قدمت تلك اللجان للفنانين من سبل التواصل؟ وهل كلفت تلك اللجان نفسها أو بادر البعض منها بشيء يذكر.
|
|
|