عزيزتي الجزيرة,.
عرضت الكاتبة الاديبة القديرة: اميمة الخميس في زاويتها بتاريخ 22/9/1420ه تحت عنوان فن الاعتذار لإشكالية المرأة والكتابة الادبية ولربما الصحفية حيث ضياع المرأة الكاتبة بين كتابة الذات الانثى المبدعة وكتابة الذات الانثى الخاضعة لسلطان الذكورة الكتابية، ولو لمجرد الاعتذار عن اقتحام ارضها الخاصة فضلا عن تبني افكارها وسلوكياتها الفعلية.
هذه الاشارة في جوهرها احدى ملاحظات او اشكاليات الادب والنقد النسويين النشطة، لكن، وبما ان الكاتبة قد اشارت الى السذاجة الطفولية الآلية التي تقمع بها المرأة كتابتها وكيانها الفكري والوجودي، وهي لا تدري ولا تدرك الخطر فان هنالك ماهو اهم من الملاحظة نفسها يلزم اخذه في الاعتبار بعدها، وهو: كيف تدرك المرأة حقيقة ماهيّتها او انوثتها؟ كيف تدرك حقيقة الكتابة الانسانية عموما والانثوية خصوصا متجاوزة ما حكم به الزمن الثقافي خاصة من تحييد سمات الكتابة الحق للرجل بوصفه معيار تقييم الكتابة الانثى وتمييزها؟ كيف تدرك المرأة حقيقة التواطؤ القديم والخفي في قضيتها وضد ذاتها، وحتى من قبل المدافعين والمتبنين لاتجاهاتها الفكرية والادبية والنقدية، حيث يكتبون غالبا ضدها وضدهم باطنا وبلا وعي حيث المبالغة في وحشية العلاقة بينها وبين شقيقها الرجل وحيث المبالغة في اظهار او تهميش خصوصيتها وفي التوسط ايضا لان رؤية الذكر للمرأة تظل ابدا تعاني ازليتها وكونها من زاوية ذكورية ثابتة اللب المضمون / الحكم متغيرة الاشكال الخطاب / الكتابة ومتطورتها ظاهرا اي في سطح التركيبة اللغوية وسطح المعنى، اضافة لهدف الاقتراب او الابتعاد من خصوصية المرأة الذي يظل كامنا ويحتاج لتنقيب ليس مضنيا جدا ولقليل من الشك قبل ذلك.
كيف لا تعتذر المرأة طمأنة للكائن القلق داخلها وفكرتها بوصفها مخلوقا مؤنثا ليس مذكرا تطرح بهامشية، وقليل من الوعي والتفكير وبضعة اعشار امل وحماسة في كشف مفهوم آخر -او على الاقل- طرح ما يقال: انه المفهوم الحقيقي الذي سلب من المرأة بفعل السلطة الذكورية الغاشمة على ابداعها الادبي حتى على المستوى الاكاديمي العالي والمتخصص في معظمه تنحصر الحصيلة النهائية في ان المرأة وهي طفلة تلعب برقة مع الدمى والاغنام,,, والرجل وهو طفل يلعب بعنف مع السيارات وادوات الحرب ,, ويمكن تبديل الهويات بتبديل الالعاب وطرق ممارستها للاسف تنحصر النقاشات في فروقات الهويات الجنسية ومن ثم في فروقات البنية الجسدية الجنسية قاتلة مناطق التفكير الابداعي، ومنسية اياها، او حابستها في اطار تلك الفروقات بما لا يعني شيئا كثيرا للكتابة وللادب فضلا عن ان التفكير نفسه لا النسخ المجوّد عن الاخرين موهبة شحيحة الا عند قلة من البشر الحقيقيين .
ليس الامر معارضة للتنبيه على المسؤولية الواقعة على الكاتبة الانثى لكنه لفت انتباه الى ما يحاصر تحقيق هذه المسؤولية، اذ هنا وهناك ظواهر قمع غريبة ومتعددة سواء اكانت معارضة علنا او مؤازرة بوعي ما او دون وعي او مقاربة للموضوعية الموهومة او متخذة شكل حرب تشويهية اخلاقية، ومستترة ومتوزعة بين الاناث والذكور الخاملين ضد الخصوصية الانثوية الطالعة حديثا.
واخيرا فبمن تثق المرأة انه او انها ترشدها حقيقة لطريق بناء انوثتها وترسيخ ذاتها الخاصة على اسس شريفة وعقلانية وقوية ونامية متطورة بها ولها؟
هذه مجرد بعض من استفهامات كثر؛ اعاد المقال التساؤل عن غيابها او غياب اجاباتها خصوصا ان الاستاذ القدير د, عبدالله المعيقل في العدد نفسه الثقافية ص 8 قد سأل عن دور المرأة المثقفة والمبدعة في فعاليات الاحتفال بالرياض بوصفها عاصمة الثقافة العربية وما زال السؤال تساؤلات قائمة.