**لندن رويترز
لم تنهر أنظمة الكمبيوتر العالمية ساعة العبور الى الالفية الجديدة لكن (سعال) بعض اجهزة الكمبيوتر اثبت ان مشكلة الالفية اكثر من مجرد هوس لا أساس له.
فالاعطال التي اصابت بعض البرامج واسفرت عن مشاكل لعملاء الخدمات المصرفية عبر الانترنت والخطأ الذي اضاف قرنا كاملا الى عقوبات بعض المسجونين في ايطاليا تبدو كلها حلقات في سلسلة من العثرات آخذة في التواصل.
لكن بعض الصحف شرعت تبكي خيبة املها في مشكلة الصفرين التي كانت تنتظر من ورائها كوارث مثيرة تتصدر صفحاتها الاولى.
واستقال مسؤول رفيع كان يتولى مسؤولية التعامل مع الانتقال الى الالفية الجديدة في سلوفينيا بعدما اتهمته الصحافة بانه بالغ في الحديث عن مخاطر مشكلة الصفرين.
وتساءلت صحيفة فرانس سوار الشعبية الفرنسية في افتتاحيتها من سرق جرثومة الالفية,, ماذا حدث لهذا الوحش,, ذلك الفيروس الذي هدد منازلنا ومفاعلاتنا النووية وصواريخنا العابرة للقارات,, ترى هل تمخضت الجرثومة فولدت فارا .
وارجع رئيس الوزراء التشيكلي ميلوس زيمان الهوس بشأن مشكلة الالفية الى الولع بثقافة الكمبيوتر التي قال انها ثقافة مخادعة .
والمشاكل حتى الآن شكلية مثل خطأ اجهزة كمبيوتر في طباعة التواريخ لعجزها عن معالجة العام 2000 الا ان مداها لم يتضح بعد كما انها قد لاتكون من الخطورة بحيث تحتل الصدارة في الصفحات الاولى من الصحف.
وقال محللون ان كل المبالغ الطائلة التي انفقت لتأمين انظمة الكمبيوتر في العام ضد مشكلة الألفية والتي تقدرها مجموعة جارتنر بما بين 300مليار و600مليار دولار ليست الا جزءا ضئيلا من ترليوني دولار تنفق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سنويا.
وقال المحلل اندي كايت من مجموعة جارتنر ان ثمة دليلا على حدوث اعطال في برامج للكمبيوتر تؤثر على بعض الشركات متعددة الجنسيات التي تتزامن اجهزة الكمبيوتر لديها في استخدام اشارت الوقت.
واضاف (بدا ان هناك مشكلات مع البرامج سببت لنا قدرا كبيرا من الازعاج) وباعت العديد من الشركات برامجها واضطرت الى الحد من عمل الاجهزة مما يقلل من الكفاءة دون وقف العمل.
وقال فونس كويحبيرس عضو مجموعة الادارة بي ايه للاستشارات (لم يقل احد في الشركات التي اعترفت بوقوع مشاكل ان سببها جرثومة الالفية)
وافاد اندريا دي مايو محلل مجموعة جارتنر في ايطاليا لرويترز (يساورني الشك في ان اي شركة تعرضت لمشاكل لم تكن لتعلن عنها,, انني الاحظ مشكلة خاصة بالشفافية في هذا الشأن).
ويتوقع محللون ان يتكبد الاقتصاد العالمي 23 مليار دولار بسبب اعطال اجهزة الكمبيوتر نتيجة مشكلة الالفية خلال عام 2000 وهو اقل من عشرة في المئة من دخل صناعة الكمبيوتر في العالم خلال العام.