تمنيت ان يلقى ذلك الخبر الذي نشر عن عزم مجموعة العثيم انشاء مركز تدريب خيري صدى اعلاميا يوازي اهمية ذلك القرار، كنت اطمح ان ارى مثل ذلك التفاعل وبالذات من اولئك الكتاب الذين ما فتئوا يوجهون اللوم الى رجال الاعمال متهمين اياهم بالقصور في ممارسة دورهم الاجتماعي بل واتهامهم احيانا بالعقوق تجاه مجتمعهم،
اتمنى ذلك وانا ادرك ان مجموعة العثيم وقبلها مؤسسة البراهيم الخيرية وهما تتوجهان ذلك التوجه لا تبحثان عن اطراء من صحفي او اشادة من كاتب ولكنهما تبحثان عن الاجر من الله اولا ومن ثم المساهمة في خدمة هذا الوطن وابنائه ثانيا، الا ان مثل هذه الممارسات يجب ان لا تمر على صحافتنا وكتابنا بالذات دون ان تحظى بالاهتمام الذي تستحقه فبالقدر الذي ينتقد به اولئك الكتاب بعض الجوانب السلبية وهي موجودة لرجال الاعمال فان عليهم ابراز الجوانب المضيئة لهم لان ابداء تلك المبادرات يلعب دورا كبيرا في حفز الآخرين لممارسة التوجه ذاته،
وللتذكير فإن مجموعة العثيم كما جاء في الخبر الذي نشر في اغلب الصحف قررت انشاء مركز للتدريب الخيري تهدف من خلاله الى تدريب الشباب مجانا وتهيئتهم لسوق العمل وهي حينما تفعل ذلك فإنها تتكفل بجميع مصاريف التدريب بما تشمله من تأسيس للمركز وتوفير للمدربين والاجهزة وكافة المواد العلمية التي يحتاجها مثل هذا المشروع، اما مؤسسة البراهيم الخيرية فقد سعت الى الهدف ذاته ولكن بطريقة مختلفة حيث اوكلت مهمة التدريب الى احد المكاتب المتخصصة في هذا المجال دون ان ترغب في انشاء مركز تدريب مستقل تابع للمؤسسة، ورغم اختلاف الطريقتين فإن النتيجة واحدة وهي تزويد الشباب بالمهارات العلمية والعملية التي تمكنهم من الانخراط في سلك العمل،
ان هاتين الخطوتين تأتيان دلالة على نضج العمل التطوعي لدى بعض رجال الاعمال لدينا فبعد ان كان ذلك العمل مقصورا على بناء المساجد وتوزيع الصدقات وهما امران مهمان امتد ليشمل المساهمة في ايجاد الوسيلة التي يضمن عن طريقها الشاب لقمة العيش بصفة مستمرة بإذن الله، فاذا كانت الصدقة المقطوعة شبيهة بوضع السمكة في فم طالب الصدقة فإن تزويد الشاب المحتاج بالمهارات التي تمكنه من الالتحاق بوظيفة معينة اشبه ما تكون بتزويده بالسنارة وبتدريبه على طريقة الصيد وهو حينما يتقن طريقة الصيد هذه فإنه لن يحتاج بعدها الى من يضع السمكة في فمه واذا كان اجر الاعمال التطوعية الاخرى قد يقتصر على المستفيد ذاته فإن فائدة التدريب ستعود بالنفع ليس فقط على المتدرب وحده بل على اسرته ومجتمعه لأنه سيساهم من خلال وظيفته في الانفاق على اسرته ويكف مجتمعه شأن السؤال او ممارسة امور قد تسيء الى ذلك المجتمع،
وفي الختام تحية لمجموعة العثيم ومؤسسة البراهيم وشكرا لمركز الشرق الاوسط للتنمية البشرية الذي ساهم مع الاخيرة في ترجمة فكرتها الى ارض الواقع آملين ان تتبنى شركاتنا ومؤسساتنا الاخرى مثل هذه المبادرات وتفكر في مشاريع خيرية من ذلك النوع الذي تنعكس فائدته على المجتمع بصفة عامة ويبقى صدقة جارية لصاحبه بمشيئة الله،
د، محمد الكثيري