صمت العصافير الكتابة بحروف مسروقة ناهد سعيد باشطح |
زقزقة:
بقدر ما نتوغل عميقا في الغابة، بقدر ما نجد حطبا .
حكمة عالمية
* * *
هذا عنوان المجموعة القصصية للزميلة (هيام المفلح) والتي حصلت بها على الجائزة الثانية لاندية الفتيات بالشارقة لعام 1998م.
والقصص في مجملها كتلة من الاحساس المرهف بالحدث والشخوص.
وأنت تقرأ القصة لا تشعر بأنك تبحث عن شيء، إذ تقدم (هيام) للقارىء كل الذي يريد معرفته عبر أسلوب جاد وصياغة أدبية جميلة وفي كل قصة قصيرة تطرح المؤلفة الموضوع طرحا جادا وتستخدم الشخوص والاحداث لتبرز القضية وتناقش الواقع بأسلوب متزن وحكيم.
وفي القصة الموسومة بعنوان المجموعة استطاعت هيام أن تقدم ببراعة وصفا دقيقا لمعاناة المبدعة مع غيرة الرجل ومحاولة استحواذه علىالوقت الذي تختاره المرأة للابداع تحديداً، إذ مهما يكن ذلك الوقت بسيطا إلا أن الرجل يعتبر أن وقت المبدعة ملكه وبالتالي من حقه أن يمنعها دون وضوح عن الانفراد بالورقة والقلم.
مع أن المرأة التي تسرق وقتها في تفاهات عدة لا تجد الرجل الذي يحاسبها عليه؟!
ان(هيام) في سياق القصص تقدم طرحا اجتماعيا عميقا للانسان، وإن كانت المرأة استحوذت على معظم المواضيع المطروحة عبر المجموعة القصصية.
وهناك قصة القطة والعنكبوت التي استطاعت هيام أن ترسم ببراعة نفسية المرأة المهزومة في محاولة يائسة للخروج من شرنقة العنكبوت.
يتلمس القارىء الواقعية في تقديم الحدث ممتزجة بالخيال العذب الذي يقدم للواقع في صورة أثيرة لدى القارىء الذي يتلمس أن يحادث القاص ألمه وحزنه ومعاناته، إذ لم تعد القصة عبارة عن قطعة أدبية يملؤها القاص بصياغات لغوية وخيال مغرق في الرمزية.
القصة القصيرة جزء من مرآة المجتمع وهي عبر الحدث والشخوص تقدم تحليلا للواقع المعيش.
الحقيقة أسعدني الاطلاع على هذه القصص ذات الاحداث المتشابكة والرؤية الاجتماعية العميقة.
وللزميلة الشكر على الإهداء الجميل الذي جاء موازياً لجمال الطرح والاسلوب.
|
|
|