نظافة الشارع من نظافة مستخدمه هدى عبد المحسن المهوس |
** تقوم مملكتنا المعطاءة، برصد الكثير من إمكاناتها من أجل خدمة المواطن وبالحرص على تقديم كل التسهيلات وتوفير فرص العيش الكريم له، فقد قامت ببناء المساجد والمدارس والحدائق ورصف الشوارع والكثير من المرافق الحكومية، وهذه المرافق تعتبر ممتلكات عامة لأنها أُنشئت لخدمة الجميع من أجل الجميع، وفي ضوء ذلك وجب علينا حمايتها والمحافظة عليها والحرص على نظافتها.
** فالمرافق التابعة للمساجد على سبيل المثال كدورات المياه والمكتبات علينا مسئولية كبيرة تجاهها بعدم العبث بما يحتويه المسجد أو اللعب فيه، وتجنب رمي النفايات بزاوياه وأركانه، فالمساجد بيوت الله ينبغي احترامها وتقديرها والعناية بها وعدم إهانتها.
** هناك تصرفات غير مقبولة وتدل على التخلف مثل وضع علب وكراتين البيبسي والعصير فوق برادات مياه المساجد أو العبث بغطاء صنبور الماء فيها.
** وهناك المدارس والحدائق العامة والخاصة وحمايتها تأتي بعدم الكتابة على الجدران او العبث بالأشجار واللوحات، فكثيرا ما نجد كلمات وجملاً عشوائية، وغيرها من التصرفات التي تدل على عدم الوعي والشعور بالمسؤولية نحوها وذلك لعدم المحافظة على هذه المرافق,, أما شوارعنا واسواقنا فالحديث عنها يطول، فالشارع ملك عام يستخدمه الجميع، ونظافته دليل على نظافة من يسكن حوله، لذا فمن الطبيعي المحافظة عليه بإماطة الأذى كالحجارة والمخلفات وعدم رمي النفايات سواء أثناء قيادة المركبة او بعد تفريغ البضائع في المحلات,, وما هو ملاحظ من لجوء البعض الى رمي المخلفات امام المحل او تكدسها بجانب الحاويات، مما يشوه منظر المحل والشارع معا وبالتالي يعيق المارة، وهذا الخطأ يرتكبه مع الأسف حوالي 90% من المحلات المتواجدة داخل الأسواق.
** فمن سمات الدول المتحضرة والمتقدمة تجميل ونظافة مدنها وهذه السمات تدل على وعي الشعب وثقافته ونشاطه، وفي ديننا وكما هو معروف فالنظافة من الإيمان، وهذا شعار علينا ان نرفعه نحن كمسلمين في وجه أي تصرف خاطىء يسيىء الى مظهر ونظافة شوارعنا وكافة مرافقنا وأماكننا العامة.
** والرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على النظافة وجعلها شعبة من شعب الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان فهذا الحديث يعني فيما يعنيه شمول اسم الإيمان للأعمال، حيث دخل في الإيمان الحياء وإزالة الأذى عن الطريق، وما دام المسلم بطبيعته يحب الخير فعليه ان يزيل عن المسلمين ما يؤذيهم استجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كل خير يعمله الإنسان يؤجر عليه ولو كان هذا العمل صغيرا في نظر الإنسان,, عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له .
** فالمسلم إذاً يسعى دائما لنيل مغفرة الله تعالى له ورضاه، ونحن أمة عمل فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صفوة الخلق، يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويحمل طفله، ويقضي حاجة أهله، فليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا في حملتنا هذه، وما أحوجنا لمثل هذه الحملات خصوصا في ايامنا هذه أيام شهر رمضان الكريم والذي تشهد فيه الأسواق إقبالا شديداً على الشراء لقرب قدوم العيد، وتعج المحلات بالبضائع وتمتلىء الشوارع بالمخلفات وبالنفايات وكأن حاويات النفايات وضعت كمنظر لا أكثر ولا أقل، دون اكتراث من البائعين واهتمام من أصحاب هذه المحلات مع ما تشكله هذه النفايات على المارة ومرتادي السوق من خطر.
** لقد وفرت قيادتنا الكثير لنا وعلينا ان نحافظ على هذه المكتسبات لنستمر في رخاء مزدهر وحياة هانئة والله الموفق.
|
|
|