كم مرة وجدت نفسك أمام حشود هائلة تزدحم وتتهافت على شيء ما,,؟! وكم مرة وجدت نفسك متردداً متسائلاً هل تغامر في الدخول وسط هذه المعمعة,, أم تتراجع إلى الخلف لتتنفس هواء أكثر نقاء؟!
دائماً هناك زحام يواجهك ودائماً تجد نفسك حائراً ما بين الدخول إليه أو التراجع عنه!
الزحام,, قدر لابد منه وسط المدائن المتحضرة التي تخطو بخطوات سريعة صعوداً نحو المستقبل!
وحيث إننا الآن في أواخر رمضان وعلى عتبة زمن آخر هو العيد,, فلابد من زحام,,!
زحمة يا دنيا زحمة هل تذكرون هذه العبارة,, تلك عبارة أطلقها أحدهم بصوت أجش متحشرج لكن عبارته تحمل الكثير,, العبارة (الأغنية) لم تكن مقبولة إلى حد ما لكنها تفسر أوضاعاً مقلوبة,.
حين تتناهى إلى سمعك توحي لك بالفوضى,, بالضجيج,, بالملل,, بالكآبة,, بانقلاب الأوضاع رأساً على عقب,, تستطيع أن تختصر لك الفوضى بعبارة واحدة,, كيف يصبح الساكنون أعلى تحت في الأدوار السفلى؟!
وكيف يصبح الساكنون تحت في الأدوار العليا؟!
بالطبع لست أتحدث عن عمارة سكنية وإلا لكان الأمر في غاية السهولة,, اشكالية صغيرة حلها في يد صاحب العمارة وبأيدي المستأجرين!!
الأمر يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد لو أردنا فلسفة الزحام المحيط,, ثمة زحام جميل يبهج القلب والذاكرة,, وثمة زحام آخر خانق,,!
ولكن أصعب أنواع الزحام هو ذلك الذي تستشعره وتحسه وتلمسه بإحساسك وليس بجسدك,,! زحام الأجساد زحام لحظي من الممكن تلافيه تماماً,, ومن الممكن عبوره.
لكن حين يصبح الزحام إحساساً يصبح الأمر اصعب,, إنه إحساسك بالغرق وبضياع صوتك بين الأصوات,, تتيه,, لا أحد يعرفك,.
لا أحد يراك ولا ترى أحداً!! لا أحد ينصفك,, والحصار يزداد وأنت تبحث عن مخرج,, حصار قاتم يضغط على أنفاسك,, يكاد يخنقك,.
ماذا قلت؟!
لنخرج إذاً من الفلسفة إلى الواقع الأقرب,, وليس مهماً أن يكون الأجمل,,! لنعد إلى زحام أسواقنا الذي تلمسه بشدة في هذه الليالي,, وتذكروا بأننا في أواخر رمضان,, وعلى مشارف العيد!
|