في عالم تكثر فيه المتغيرات لم يخطر ببال أحد أن نعمة ما مثل التكنولوجيا مثلاً ستتحول إلى نقمة في غياب الإرادة القوية والعقل الواعي ويدرك الكثير منا أن القتل جريمة يعاقب عليها القانون ويشدد العقوبة إذا ما رافقها ظرف مشدد مثل حالة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وهذا بالضبط ما يحدث لمن يرتكب جريمة غير آبهٍ بأهم حق من حقوق الإنسان وهو ما نصت عليه المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.
إن الاستسلام لمنطق الواقع، والظروف، والقدر يضعنا في متاهات لا نهاية لها ويضع الحياة أو نعمة الحياة في أدنى مستوى، وتبدأ حالة من الاستخفاف أو اللامبالاة بالأرواح وتنتهي عند باب القبر لعمليات قتل دون مبرر أو سبب معقول.
ربُّ أسرة يحاول إثبات محبته أو دلاله لأبنائه ليسلمهم مفتاح السيارة وهو يعلم جيداً أنهم غير مؤهلين وقادرين لقيادة السيارة، أو سائق يداعب أطفاله أثناء القيادة فتؤدي به وأطفاله إلى الهلاك أو آخر يتحدث بالهاتف أثناء القيادة أو يغني ويردد أغنية المسجل أو الراديو وهو يتمايل يمنة ويسرة أثناء القيادة,, أو سائق طائش يقود سيارته بسرعة جنونية، هذا بالضبط ما يعتبر منافياً لكافة القوانين الأدبية والأخلاقية والمرورية,, والاستخفاف بأرواح الآخرين أو تشويههم,.
فإلى متى ستبقى الحياة رخيصة؟ ولماذا تكون ضريبة مرتفعة جداً حتى نتعلم من أخطائنا؟ ولماذا تكون السلوكيات مثالية بعد فوات الأوان؟ ولماذا نستعمل عقولنا لأتفه المسائل ولا نستخدمها في قضايا مصيرية قد تكون مسألة حياة أو موت؟