امتهنت هذه الكلمة ايما امتهان وخلعت على كثير من بني آدم ممن ليسوا أهلا لها,, ودخلت ميدان المداهنة والنفاق,, وكانت كلمة الشيخ لا ينالها الا من اجازه اهل الحل والعقد في الامور الشرعية,, لكن مع الأسف علق بها من يناقضها ومن يعيش حياته ضدها,, ومن يساهم في هدم المجتمع السليم خاصة هؤلاء الذين سمموا عقول وأفكار ابنائنا بقنوات فضائية ضحلة العطاء,, هشة البناء,, سخيفة المحتوى والمضمون,, ومن المؤسف - وقد سمعت هذا من احد هؤلاء الذين اساءوا لكلمة الشيخ - يقول اننا نساهم في خدمة الاسلام,, ومجتمعنا ياللجرأة على الله وعلى مبادىء الاسلام,, ثم استعملت هذه الكلمة كلافتة للوجاهة وكثرة الاموال.
اما الشيخ الحقيقي,, فهم لا يودون لقاءه ولا الاختلاط به ولا سماع ما يقول.
حدثني احد الكتّاب ذوي المعارف المتعددة والكسب الثقافي الغزير قال طمعت في لقاء شيخ القرآن في المدينة المنورة والذي تخرج على يديه امثال الدكتور الحذيفي والشيخ السديس وغيرهما من القراء المشهورين, وقلت لعل الله ينفعني به فأجود القرآن على يديه قلت: يا شيخ اريد دراسة القرآن على يديك لكني كما ترى كثير التنقل بحثا عن المراجع وجريا وراء الاهداف العلمية والادبية التي اهتم بها وأعايشها قال,, يعني انك ستنقطع وتحضر كما تريد قلت نعم قال لا,, يا بني الذي يريد دراسة كتاب الله وتجويده وفهم معانيه يجب ان ينقطع له ولا يشغله اي شاغل عنه,, فعرفت ان ذلك سيأخذ مني وقتا طويلا وسأترك كل ما يلذ لي شغله من الكسب المعرفي,, وأنا ادرك ان كسبا معرفيا عظيما كتلاوة القرآن وتجويده على يدي شيخ متمكن ومشهور لا يعادله كسب معرفي آخر,, لكن العمر ليس مناسبا والفكر قد تعلق دهرا بالبحث في علوم اخرى, لذلك رأيتني لن التزم للشيخ فنسيت ذلك, هذه واحدة والثانية انهم ما كانوا يعطون اجازة في علم من العلوم الا بعد جهد جهيد وزمن طويل حتى يكون متلقيه شيخ ويحق له ان يقال له شيخ, ان كلمة شيخ اصبحت مثل غيرها من الصناعات اللفظية ذات معان عدة فشيخ الصاغة وشيخ الحدادين وشيخ الدلالين وشيخ العقاريين و,,, أفلا تصبح هذه الكلمة تطلق على من لا يستحقها ممن يتظاهر بخدمة الاسلام عبر قنوات فضائية فيها من المخجلات الشيء الكثير,, بلى إنه زمن اهانة الالقاب والصفات الكريمة تخلع نفاقا ومواربة على الذين لا يستحقون.