عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
كم وكم سمعنا وشاهدنا وقرأنا من الحوادث المؤلمة التي تحدث لكثير من الشباب والتي اغلبها بأسباب التهور والتسرع وغالبا ما تحدث في وقت الامتحانات والتجمع الطلابي, انها مشاهد محزنة تطرق مسامعنا ونراها في كل يوم؛ فهذا يفحط في شارع عام فيدهس بعض زملائه وهذا يرتطم بجدار فيلقى حتفه وهذا يصطدم بسيارة اخرى ليس لصاحبها اي ذنب فيما حصل وذاك تنقلب سيارته و,, و,, و,, الخ من الوقائع الكثيرة.
ان الطالب يخرج من بيته وأبوه ينظر اليه بنظرة الاحترام لطالب العلم الذي يخرج وهو ملم بجميع دروسه ومستعد للامتحان ومن شدة احترام الاب لهذا الابن فانه يثق به في جميع الامور فيترك له الحبل على الغارب ويسلم له مفتاح سيارته للذهاب بها ولا يعلم انه قد اعطى ابنه وسيلة دمار له وللآخرين؛ مع العلم ان السيارة نعمة كبيرة من الله اذا استخدمت الاستخدام السليم فيحدث في ساحة المصائب ما لا يحمد عقباه ولا يعلم به الاب ولا يخطر له على بال.
فاذا فكرنا في هذا الموضوع بنسبة قليلة من العقلانية نرى ان السبب الاكبر والدافع الرئيسي لقيام الابن بهذه التصرفات هما الاب والمدرسة؛ فالمدرسة لها دور كبير في توعية الطلاب وارشادهم وتوجيههم الى الطريق السليم او عقابهم اذا احتاج الامر الى ذلك، وعلى الاقل ان لم يكن في استطاعتها تدارك الموقف واتخاذ القرارات الصارمة ضد هؤلاء فعلى مدير المدرسة ان يرفع سماعة الهاتف ويتصل بولي امر الطالب لكي يأتي ويرى ابنه على مسرح الجريمة! نعم اقول انها جريمة لانها تدمر أولا مرتكبها وتدمر ثانيا: غيره من الأبرياء وايضا تتلف الممتلكات الخاصة والعامة كالسيارة وهي الوسيلة الدافعة للتفحيط؛ فربما تكون هذه السيارة التي اشتراها والده له وتعب عليها تخدم البيت والاسرة في جميع مستلزماتهم بعد عودة الابن من المدرسة، وتتلف من الممتلكات العامة الاسوار التابعة للمدارس والمنازل المجاورة والاشجار واعمدة الانارة والحدائق العامة وغيرها.
وفي بعض الاحيان اذا علم الاب بما يفعله ابنه فوجىء ولم يصدق ما يسمع لانه يعرف تصرفات ابنه واخلاقه داخل البيت؛ لنفكر في موضوع هذا الابن الذي فوجىء الأب من تصرفه الغريب: ربما يكون الابن من خيرة الابناء النافعين لوالديهم ترى ما هو السبب الذي دفع الابن الى فعل مثل هذا السلوك مع ثقة الاب بابنه؟,, لعلها تلك المجتمعات الفاسدة المحرضة الموقعة في هذا التيار؛ فمن يحمي ابناءنا من هذه المستنقعات الآسنة, ويعتبر عدم سؤال الاب عن ابنه دافعاً مسانداً لما ذكر سابقا، فأنا وغيري من المشاهدين والقارئين والسامعين نحمل الاب المسئولية الكبرى في هذه الامور, فأرجو من كل أب واع يحرص على مصلحة ابنه ان يلاحظه في أوقات فراغه الى متى ونحن غافلون ولا نلقي لهم بالا فلا نحرص ولا نعي الا في ساعة لاينفع فيها الندم، اذا جاء الابن بكارثة او فقد احد حواسه التي انعم الله عليه بها؛ فكيف لنا بجبر الخواطر ونحن مسؤولون امام الله عنهم كما قال عز من قائل (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم,,,) الآية.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
فهذا نداء مني وممن لم تسعفهم اقلامهم للكتابة عن هذا الموضوع للآباء لينتبهوا لاولادهم ويلاحظوا مدى قربهم من هذه المجتمعات الفاسدة وان يشغلوهم بشيء ينفعهم وينفع مجتمعهم من بعدهم.
راكان محمد بدن السبيعي
الضبيعة