أرض المواهب الساحرة .. وراقصو السامبا .. فاسكو دا غاما .. الإخوة الأعداء في طريق النصر ! |
تشتهر البرازيل بأنها أرض المواهب الساحرة التي لا تنضب، فراقصو السامبا يمتلكون سمعة فنية مدوية لدى عشاق لعبة الملايين في كل مكان، وسواء احتضنت البرازيل كأس العالم أم لا، فإنها لا تتنازل مطلقا عن عرشها الدائم كأفضل الدول رسميا في العالم بجدارة منقطعة النظير ومؤكدة تفوق العالم الجديد على القارة العجوز، أو تفوق تلاميذ أمريكا الجنوبية (10 دول) على أساتذة أوروبا (50 دولة) ، فكان من المناسب أن يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم بتكريم الكرة اللاتينية مجددا ومنحها استضافة أول بطولة لكأس العالم للأندية مع بداية القرن الجديد، تماما مثلما استقبلت البطولة الأولى لكأس العالم للدول في النصف الأول من القرن الماضي .. ومع النجاح المنتظر للبطولة العالمية الجديدة ومتابعة المستويات الفنية وملاحظة عاملي الأرض والجماهير، فإن الترشيحات النهائية تشير إلى أن اللقب سيتأرجح بين فرسي السامبا دون غيرهما فاسكو دا غاما العريق بطل أمريكا الجنوبية وكورينثيانز المستضيف وبطل البرازيل بلا منازع !.
سيطرة مطلقة
تتضمن بطولات أمريكا الجنوبية عددا من المسابقات السنوية كمثيلتها الأوروبية، أهمها كأس ميركوسور Mercosur Copa وكأس ميركونورتي Copa Merconorte وكأس كونمبول Copa Conmebol وكأس ريكوبا Copa Recoba وكأس ليبرتادوريس Copa Libertadores وهذه الأخيرة هي الأكثر شهرة وتنظيما على صعيد القارة منذ العام 1960 وتتضمن أول وثاني بطولتي الدوري والكأس للدول اللاتينية المشاركة وتنقسم إلى ثمان مجموعات، ويمثل البرازيل هذا العام فرق كورينثيانز وبالميراس وأتلتيكو منييرو ويوفانتد، وشهدت هذه البطولة سيطرة كاسحة للأندية الأرجنتينية (17 لقبا) (أمام منافستيها الأندية البرازيلية (11 لقباً) والأورغوايانية (9 ألقاب) ولا تزال أندية الأرجنتين تحتفظ بالصدارة في عدد مرات الفوز وعلى رأسها نادي انديبنديانتي (7 مرات) منها (4 مرات) متتالية (يليه استوديانتس (3 مرات) وبوكا جونيورز وريفر بلايت (مرتين)، وتأتي أندية الأوروغواي في المرتبة الثانية وأبرزها بينارول (5 مرات) وناسيونال (3 مرات)، فيما حققت أربعة أندية المرتبة الثالثة للبرازيل بإحرازها اللقب مرتين فقط وهي سانتوس وساو باولو وغريميو وكروزيرو، ولكن الأندية البرازيلية فرضت سيطرتها المطلقة على البطولة خلال الخمس سنوات الماضية وأحرزت اللقب أندية غريميو (1995) (وكروزيرو) 1997فاسكو دا غاما )1998( وأخيرا بالميراس (1999),
عراقة سحرة الكرة !
ولا يكتمل الحديث عن عراقة سحرة الكرة بدون التطرق بإيجاز للبطولات الوطنية الشيقة خاصة بطولات المقاطعات والدوري المشترك ريو- ساو باولو ودوري البرازيل وكأس البرازيل، والجدير بالذكر أن دوري المقاطعات الوطنية يتضمن قسمين رئيسيين : الأول دوري مقاطعة ساو باولو، بدأ عام 1902وأبرز فرق هذا الدوري ساو باولو وسانتوس وبالميراس وكورينثيانز، بينما يضم القسم الثاني دوري ريو دي جانيرو، بدأ عام 1906 وأشهر فرقه فلامينغو وبوتافوغو وفاسكو دا غاما وفلوميننزي رغم كبوته الطارئة، وتتنافس فرق المقاطعات في البطولة الرئيسية دوري البرازيل منذ العام 1971، وتناوبت فرق المقاطعتين ساو باولو وريو دي جانيرو على انتزاع لقب بطولة البرازيل وأكثرهم فوزا : بالميراس وفلامينغو (4 مرات)، كورينثيانز وفاسكو دا غاما (3 مرات).
فاسكو دا غاما .. المرشح الأول
ويشارك فاسكو دا غاما أحد أعرق الأندية البرازيلية وأقدم الفرق العالمية في بطولة كأس العالم للأندية بصفته بطل كأس أمريكا الجنوبية لعام 1998 بعد تغلبه على فريق برشلونة بطل الإكوادور 2/صفر، 2/1، ويعتبر فاسكو دا غاما، المتخم بأشهر نجوم الكرة البرازيلية، هو الفريق المؤهل لإقصاء مانشستر يونايتد والوصول إلى نهائي بطولة كأس العالم للأندية، وهو بكل المقاييس المرشح الأول للفوز باللقب العالمي فيما لو جرت الرياح بما تشتهيه سفينة فارس الريو دي جانيرو .
براعة لا مثيل لها !
تأسس فريق فاسكو دا غاما عام 1898 وتتضمن خزائنه 61 لقبا (53 بطولة وكأس لمقاطعة ريو دي جانيرو، 8 بطولات وكؤوس رئيسية وطنية وقارية) أبرزها فوزه ببطولة ريو- ساو باولو لأعوام 1958، 1966، 1999، وبطولة البرازيل لأعوام 1974،1989،1998، وكأس ليبرتادوريس لعام 1998، واستعد الفريق جيدا لبطولة كأس العالم للأندية معتمدا على مجموعة صلبة من اللاعبين الموهوبين أمثال الحارس الدولي كارلوس جيرمانو والمدافعين الكبار أودفان سيلفا وماورو غالفاو وزي ماريا، ولاعبي الوسط المخضرم لويزينيو والدولي الواعد جونينيو، إلى جانب خمسة لاعبين انضموا إلى صفوف الفريق قبل أيام وهم: المدافعان الدولي جونيور بايانو (من نادي بالميراس) وأليكساندر توريس (ناغوي غرامبوس الياباني) ولاعبي الوسط فالبير (فلوميننزي) وجورجينيو (ساو باولو)، أما اللاعب الخامس فهو الهداف العالمي روماريو دي سوزا فاريا (فليمينغو) العائد إلى فاسكو دا غاما الذي شهد انطلاقته الأولى عام 1985 ليلعب الآن إلى جانب الهداف الدولي للفريق ألفيس دي سوزا نيتو إدموندو وليشكلا معا أقوى قوة ضاربة مذهلة تعرف طريقها إلى مرمى الخصوم بجدارة مدهشة .. فكلاهما هداف بارع لا مثيل له بلغة الأرقام، الأول روماريو (العمر 33 سنة، الطول 169 سم، الوزن 70 كلغ) ثالث الهدافين في تاريخ البرازيل (70 مباراة دولية، 52 هدفا) بعد الجوهرة السوداء بيليه والماسة البيضاء زيكو، وروماريو هو أفضل لاعب هداف على صعيدي الأندية والمنتخبات للفترة من 1985 إلى 1999، تنقل خلالها بين أندية فاسكو دا غاما وبي . أس . في . أيندهوفن الهولندي وبرشلونه وفالانسيا الأسبانيين وفلامينغو، أحرز لقب هداف الدوري الهولندي مرتين (1989، 1990) وسجل 98 هدفا في 108 مباريات لعبها خلال ثلاثة مواسم مع نادي أيندهوفن، وحقق مع برشلونه لقب هداف الدوري الإسباني برصيد 30 هدفا، وسجل مع فلامينغو 200 هدف في 231 مباراة، كما أحرز مع فريق البرازيل الأولمبي لقب هداف دورة سيول الأولمبية برصيد 7 أهداف، وسجل لمنتخب بلاده الأول 5 أهداف خلال قيادته الرائعة لانتزاع كأس العالم 1994، وسجل 7 أهداف أخرى للحصول على كأس القارات عام 1997، وعندما شكل مع رونالدو الثنائي الأروع في تاريخ المنتخب البرازيلي لعبا معا 16 مباراة سجلا فيها 29 هدفا (19 هدفا لروماريو، 10 أهداف لرونالدو)، ويبلغ مجموع البطولات والكؤوس التي ساهم روماريو في الفوز بها 12 بطولة متنوعة (بطولة مقاطعة ريو دي جانيرو مرتين، بطولة هولندا 3 مرات، كأس هولندا مرتين، بطولة إسبانيا مرة واحدة، كأس أمريكا الجنوبية وكأس العالم وكأس القارات مرة واحدة).. والثاني إدموندو (28 سنة، 173 سم، 72 كلغ) هداف داهية حاد الطباع بدأ شهرته مع فاسكو دا غاما محققا اللقب التاريخي لهداف الدوري برصيد 29 هدفا في 28 مباراة، وانتقل إلى فيورنتينا الإيطالي قبل أن يعود عام 1999 لقيادة هجوم فريقه الأصلي فاسكو دا غاما ويستعيد خطورته البالغة .
الإخوة الأعداء
لم تكن العلاقة يوما طيبة بين النجمين الكبيرين روماريو وإدموندو، وقد عانى الاثنين معا من الحدة البالغة للتنافس القائم بينهما مما أدى إلى إبعادهما تباعا عن المنتخب البرازيلي على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الفريق الوطني لغيابهما تأكيدا لمبادئ الأخلاق أولا، ولكن الحرب المعلنة بين روماريو وإدموندو ازدادت شراسة واندفعت إلى خارج أسوار الملاعب الخضراء وبلغت حد التشهير الفاضح، إلى أن وقعت حادثة مروعة تسبب فيها إدموندو اثناء قيادته السيارة بمقتل شخص وإصابة آخر، وتم الحكم على اللاعب الشهير بالسجن ليلا والخروج نهارا لأداء المباريات . كانت هذه لحظة الانفراج للإخوة الأعداء التي انتظرتها الجماهير طويلا، فانبرى روماريو يدافع بحرارة عن عدو الأمس مطالبا بإطلاق سراحه الكامل لكونه أحد رموز الكرة البرازيلية الواجب تقديرها، وشاءت الأقدار أن تجمع الاثنين من جديد تحت راية فريق فاسكو دا غاما وهما في خريف عمرهما أكثر تعقلا وتصميما وخبرة .. فمن سيتصدى لتفوق فاسكو دا غاما ؟ .
التشكيلة الأساسية
كارلوس جيرمانو للحراسة، خورخي فيليبي وأودفان سيلفا وجونيور بايانو وزي ماريا (أليكساندر توريس) للدفاع، جورجينيو وجونينيو وفالبير ولويزينيو (كريستيانو ماسيدو) للوسط، أدموندو وروماريو (دونيزتي) للهجوم .
|
|
|