تحقيق: سعود الشيباني
رجال يعملون ليلا ونهارا وعيونهم لا تغفل لحظة عن امن وسلامة الوطن والمواطن في هذا الشهر الكريم يقومون بدور كبير وعظيم جدا من اجل ان يستمتع المواطن والمقيم بروحانية رمضان المبارك ليؤدي واجباته التعبدية والتزود بفضائل هذا الشهر الفضيل مطمئنا على كل ما تركه خلفه وهو متوجه الى الله عز وجل لان هناك بعد الله تعالى رجال يقفون في الميدان يؤدون واجبهم تجاه الوطن بكل امانة واخلاص وتفان يؤثرون على انفسهم كوب الماء البارد ودفء الاسرة ومتعة الافطار بين اسرهم في سبيل ان ننعم بالأمن والأمان في بلد الاسلام.
وفي هذا الاطار قامت (الجزيرة) بمرافقة هؤلاء الرجال بالميدان وتناول وجبة الافطار معهم باحد شوارع العاصمة الرياض ورصدت جزءا بسيطا مما يقومون به حيث قبل الاذان بدقائق بسيطة نلاحظ اعدادا كبيرة جدا عند الاشارات واعينهم تراقب الساعة تنتظر باحر من جمر ان تسمح لهم الاشارة لينطلقوا بسرعة مثل الريح لمنازلهم دون النظر في ما يجلبونه على انفسهم وغيرهم من حوادث تصاحب هذا التصرف وما هي الا لحظات وسمعنا الاذان وكان يوجد عدد من منسوبي الدوريات الامنية وعلى رأسهم قائد الدوريات الأمنية العقيد سعد بن عبدالله الخليوي يتابع عن قرب ما يجري بالشارع ويستمع ما يدور بالميدان وغرفة العمليات حيث استمعنا معهم عدة بلاغات مطلوب ارسال أكثر من فرقة وقد انطلقت من عندنا فرقة لمساندة زملائهم ولم يكن معهم سواء عدد بسيط من التمر وكل واحد كوب ماء.
وقد قام عدد من ضباط وافراد الدوريات الأمنية بتوزيع التمور والماء على المواطنين والمقيمين الذين كانوا متواجدين عند الاشارات لحظة الاذان وقد استمعنا جميعا من بعض المواطنين الى شكر هؤلاء الرجال المخلصين في عملهم والبحث عن الاجر والثواب من الله.
وقال قائد الدوريات الامنية العقيد سعد عبدالله الخليوي بعد تناول الافطار ل (الجزيرة) ان اخواني من ضباط وافراد الدوريات الأمنية يقومون بمجهودات جبارة طوال العام وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان الكريم بكل امانة واخلاص وقال بانه وحسب توجيهات مدير شرطة منطقة الرياض اللواء محمد صالح البراك انه يتم تكثيف عمل الدوريات وخاصة وقت الذروة مثل لحظة تناول الافطار وبعد صلاة العشاء واضاف العقيد الخليوي بانه يوجد حوادث قبل ومع وقت الافطار.
ولكن ليست مثل الاعوام الماضية حيث كان فيه وعي من قبل المواطن ونبه العقيد سعد على المتسوقين قبل الافطار من عدم السرعة حتى يرجع الى ذويه سالما معافى وبين الخليوي بان رجال الدوريات قد ساهموا مساهمة جبارة في اعطاء اعداد كبيرة من المواطنين والذين يتواجدون امام اشارات المرور وحان وقت الافطار يقدمون لهم تمرا وماء وذلك بهدف الاجر والثواب وتقريب قلوب الالفة والمحبة بين رجل الأمن والمواطن وهذه مبادرة منهم وليست اوامر عليهم ولهم منا كل الشكر والتقدير ومن الله الاجر والثواب العظيم.
واوضح الخليوي ان غرفة العمليات تستقبل خلال الاربع وعشرين ساعة من 5000 الى 7000 مكالمة مشيرا الى ان جميع هذه المكالمات تجد تجاوبا سريعا من قبل الدوريات الامنية ونبه في سياق حديثه الى نقطة هامة وهي ان هناك عددا من الحوادث يكون سببها اهمال الاباء لاطفالهم واعطائهم فرصة قيادة السيارة سواء كان ذلك بعلم ابائهم او بدون علمهم وطالب الجميع باخذ الحيطة والحذر تجاه هذه الظاهرة الخطيرة ومراقبة اطفالهم.
وحول عملية توزيع فرق الدوريات الامنية قال العقيد الخليوي ان الدوريات الامنية تتبع في عملية التوزيع استراتيجية معينة وحسب اسس علمية مدروسة وليست ارتجالية وقال نحمد الله ان رجال الدوريات الامنية محل للثقة والتفاني في تنفيذ الواجب على الوجه المطلوب لخدمة المواطن.
من جهة اخرى رصدت عدسة الجزيرة احد المقيمين الذي يبحث عن الاجر في هذا الشهر الكريم حيث كان متواجدا عند الاشارة ويقوم بتوزيع الماء والتمر على المارة بالشارع امام الاشارات سواء من المواطنين او المقيمين وقد شد انتباهنا جميعا ما يقوم به هذا الرجل وقد سألت (الجزيرة) حول سبب ما يقوم وهو يدعى احمد محمد مصري الجنسية وله بهذا الموقع تسع سنوات يقوم بتوزيع ماء وتمر على الناس عند هذه الاشارة وقال بأنه يحس بالارتياح وهو متواجد يوزع بنفسه وهو الذي اشترى الماء والتمر من حر ماله ولا يبحث الا عن الاجر من الله واضاف بان دائما يوجه له دعوات لتناول وجبة الافطار مع بعض الاصدقاء بالمملكة سواء من نفس الجنسية او من السعوديين ويرفض الحضور لهم الا بعد ان يوزع الماء والتمر وحتى اذان المغرب.
ويقول بأنه يشاهد اعدادا كبيرة من الناس اغلبهم هداهم الله يسرعون ويتجاوزون الاشارات الحمراء واضاف بانه لم يشاهد حوادث مأساوية عند الاشارات ولكن يوجد حوادث اغلبها بسيط يتم التنازل فورا حيث كل منهم يحاول الحضور لمنزله على وجه السرعة.