الافتراش علة تتكرر كل عام حول الحرم المكي الشريف رصد إحصائي وبالأرقام عن جنسيات المفترشين ومستوى تعليمهم وأعمارهم ودخولهم والغرض من قدومهم إلى المملكة |
* اعداد : بدر آل سعود
يفد إلى الحرم المكي الشريف في كل عام الكثير من المعتمرين والحجاج لأداء مناسكهم الدينية وهم عندما يفدون إليه يحيون سوق العاصمة المقدسة التجاري وحركة العقار والسلع فيها حتى أن سعر المتر المربع بمكة المكرمة لأغراض الاستثمار جاوز الاسعار المتعارف عليها ووصل إلى أرقام فلكية وضعته ضمن المواقع الأكثر كلفة عبر العالم ولا ينافس مكة المكرمة إلا المدينة المنورة استناداً لسعر المتر الواحد بكلا المكانين وكما نعلم فقد حرصت حكومة المملكة بهدف تحقيق أقصى درجات الراحة لقاصدي بيت الله الحرام على الاتفاق مع دولهم بأن تؤكد عليهم ضرورة حيازة المال الكافي للسكن والإعاشة هذا إذا ما استثنينا أنهم يأتون إلى المملكة أصلاً بواسطة جهات حكومية وخاصة يفترض أنها تتكفل بأداء كافة احتياجاتهم نظير مبالغ مالية تتلقاها منهم ولكن ما يحدث ومثلما هو مشاهد وملموس وطبقاً لعملية مسح ميداني لعينة عشوائية بلغ قوامها 525 شخصاً استبعد منهم 60 ليتبقى 465 شخصاً وجرى تنفيذها بمعرفتي منتصف شهر رمضان 1420ه الموافق لشهر ديسمبر 99م يدلل على وجود خلل تنسيقي ربما أو قد يكون عدم دراية بالحقوق والواجبات إذ تبين وجود مفترشين بأمتعتهم اتخذوا الأماكن المجاورة للحرم المكي والساحات المخصصة للصلاة منازل لهم، وبحسب ترتيب الجنسيات فقد شكل المصريون أعلى نسبة مفترشين وبلغت 52,3% يليهم الباكستانيون 14,2% والمغاربة 10,7% فالأردنيون 5,0% واليمنيون 3,1% وتمثل هذه الجنسيات غالبية المفترشين 85,3% تلاهم الهنود 2,20% والجزائريون 2,20% والسوريون 2,0% والسودانيون 1,5% والنيجيريون 1,5% والجنوب افريقيون 0,7% والفلسطينيون 0,7% والبنغال 0,9% والليبيون 0,4% باجمالي قدره 15% ثم أتت جنسيات أخرى بنسب محدودة سجلت مجتمعة 1,76%.
وبنظر عمر المفترشين لوحظ أن معظمهم تجاوز الخمسين عاما 60% إذ وقع 28,4% منهم ضمن الفئة العمرية 50 إلى 60 عاماً و27,6% تخطوا سن الستين بينما جاء الشباب 30 عاما فأدنى كأقل الفئات بين المفترشين 3,10% فيما كانت نتيجة الفئة العمرية 40 إلى 50 عاماً 18,6%.
ولعل صعوبة الافتراش حول الحرم وتوابعها كظروف الطقس والقدرة الجسمية تفسر تفوق الذكور على الإناث المفترشات وبشكل كبير حيث خلصت الاحصائية لصالح الرجال 79,1% مقارنة ب20,9% للإناث.
أما بالنسبة لمؤهلات المفترشين العلمية فقد طغت عليها الأمية 50,3% تلاهم العارفون بالقراءة والكتابة 23,7% فحملة الشهادة الثانوية 7,0%!! والابتدائية 6,60% والمتوسطة 5,1% والجامعية 4,6% وللمؤهلات ما فوق الجامعية 2,6%.
ولأن أكثرية القادمين لأداء العمرة يأتون بعائلاتهم أبرزت الإحصائية صورة مقاربة للواقع بتربع المتزوجين صدارةالمفترشين 78,6% أعقبهم المرملون 12,8% فالعزاب 7,3% فالمطلقون 1,3%.
وتفاوت زمان قدوم المفترشين للمملكة بغرض العمرة ولكنه تركز في شهري رمضان 80,0% وشعبان 15,0% باجمالي 95% ثم شهر محرم 2,20% وتساوى ربيع الآخر ورجب ب0,9% لكل منهما وجماد الآخر 0,7% وشهر صفر 0,4% للعام 1420ه والاشهر الخمس الأخيرة أشار القدوم فيها لنسبة محدودة جداً لم تتجاوز 5%.
وأفاد المعتمرون بأغلبية واضحة 82,4% عزمهم على مغادرة المملكة نهاية شهر رمضان الحالي أو شوال 15,4% باجمالي 97,8% بينما سيغادر الباقون خلال شهري ذي الحجة 1,6% أو ذي القعدة 0,5%.
وفيما يتعلق بالوسيلة التي استخدموها للوصول إلى المملكة ابان المسح أفضلية الوسائط البحرية كوسيلة قدوم بنسبة 52,5% بعدها خطوط الطيران 32,0% باجمالي 84,5% للوسيلتين بينما تراجعت الطرق البرية للمرتبة الثالثة بنسبة 15,5% ويلعب موقع الدولة دورا مهماً هنا في اختيار الوسيلة الأنسب كذلك ارتفاع تكاليف السفر وانخفاضها قياساً لمدخولات هؤلاء.
وعن أسباب القدوم أوضح 91,7% قدومهم للعمرة و5,4% لغرض الزيارة و2,09% هم مقيمون معتمرون بموجب دفاتر اقامة نظامية وخطاب تنقل.
وبعودة للمدخولات أظهر المسح وجود أعداد مرتفعة من المفترشين بأمتعتهم حول الحرم المكي 57,9% يتقاضون دخلا شهريا بدولهم يعادل 500 ريال سعودي فأدنى و27,2% هم ذوو دخول عالية نوعا ما بلغت 1500 ريال شهريا أو يزيد و14,9% بين 500 و1500 ريالا و11,7% بين 500 إلى 1000 ريال و3,2% بين 1000 إلى 1500 مع ملاحظة امتناع 109 مفترش عن تحديد دخلهم التقريبي!
وعند سؤال المفترشين: كم تستغرق مدة اقامتكم بمكة المكرمة؟,, أفصح 28,4% بنيتهم البقاء لمدة تتخطى ال10 أيام وقد تصل ل20 يوماً و28,2% أكدوا المكوث بالعاصمة المقدسة لفترة تجاوز ال20 يوماً ويحتمل أن تصل إلى شهر كحد أقصى وقفز حاجز الشهر الكامل 3,8% بينما لم تتجاوز نسبة المقيمين لعشرة أيام فأقل ال20%، مما يعني عزم ما يقارب 97% الاقامة بمكة المكرمة طيلة شهر رمضان المبارك.
هذا وبطرح استفهام آخر يتناول مبررات تواجدهم مفترشين حول الحرم ,,, ؟,.
عزا 56,3% ذلك لعدم وجود مسكن مع توفر القدرة المالية! و28,5% لمحدودية الدخل الذي لا يؤهل تأمين مسكن واكتفى 15,2% بتقديم مبررات أخرى كسهولة الوصول لأداء الصلوات والشعور بروحانية المكان والابتهال لله بالدعاء وغيرها.
وبتحليل نقاط تمركز المفترشين حول الحرم المكي الشريف اعتماداً على العينة العشوائية الممثلة لهم احتلت ساحة الحرم المكي الغربية المرتبة الأولى لأشد الأماكن ازدحاماً بالمفترشين بنسبة 18,8% ومرد ذلك كما بدا توفر الخدمات المختلفة قريباً منها كالمطاعم والمحال التجارية ثم باب الملك عبدالعزيز 13,1% والثاني مجاور للساعة الغربية فالغزة 9,4% والجهة المقابلة لشركة مكة للإنشاء والتعمير 9,1% وباب العمرة 7,6% وساحة الحرم المكي الشرقية 6,8% وباب الملك فهد 6,3% وتحت الكبري الأخضر 6,0% وحول دورات المياه 5,5% وعند باب الفتح 2,6% وباب السلام 1,8% وباب القدس 1,6% وباب الحجون 1,6% وباب الندوة 1,3% وباب الشامية 1,3% وباب بني شيبة 1,0% وبجوار مواقف السيارات 1,0% وباب المدعي 0,8% وباب بلال 0,8% وفي أجياد المجاورة للحرم 0,5% وأسفل جبل عمر 0,5% وقرب باب العباس 0,5% وباب المعلا 0,5% وأخفق المسح بتحديد مواقع افتراش 80 مفترشا لوجود حاجياتهم مبعثرة بنقاط متفرقة قد يفهم منها استعدادهم لمواجهة الحالات الطارئة,,, !!
ويخرج المتأمل للوضع الكائن حول الحرم بتصور عام مفاده ضرورة توحيد وتكثيف الجهود داخل وخارج المملكة لتوعية وإعلام أولئك المفترشين بأمتعتهم القادمين لأداء العمرة التي تعادل حجة بشهر رمضان المبارك بما يلزمهم كي يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة تراعي حقوق الغير وتحفظ حقوقهم، لأنهم بما يفعلون يزاحمون الآخرين ويعرضون انفسهم للمخاطر بشتى أنواعها كالسرقة والأمراض، ونحن بهذا الاستقصاء البسيط نسأل الجهات المعنية ايجاد حل عاجل لعلاج مشكلة الافتراش بعدما ثبت تكرار حالات الافتراش كل عام وكأنها علة مستأصلة خلال موسمي الحج والعمرة وبالذات بعد صدور الأمر السامي بفتح العمرة لتسعة أشهر طوال السنة؟!!.
|
|
|