Tuesday 4th January, 2000 G No. 9959جريدة الجزيرة الثلاثاء 27 ,رمضان 1420 العدد 9959



شدو
رقم خاطىء = قرار خاطىء!
د, فارس الغزي

دائماً ما تبادر صحفنا المحلية الى نشر احصاءات (متناقضة) تنبئنا عن الكثير من الشؤون المادية للمواطن السعودي وأوضاعها (الطبيعي منها وغير الطبيعي!), تلك احصائية حبلى بالأرقام القارئة للواقع والمستقرئة للمستقبل فيما يخص تكاليف المعيشة في مجتمعنا السعودي من زيادة او نقصان، وتلك دراسة أخرى عن أسعار السلع والأغذية لشهر كذا وكذا، وأخرى تبحث في كنه معدل دخل الفرد السعودي، (واخت لها!) تطمئننا عن ثبات القوة الشرائية لهذا وذاك,, والقائمة تطول وتطول, والغريب أن تلك الدراسات المتعددة تقوم بها جهات متعددة كذلك: الحكومي منها والخاص، من شركات وخلافه، مما يزيد الشك شكاً في علمية تلك الدراسات (وثباتها) ومدى (صدقها) بلغة الاحصائيين، الأمر الذي يخلق من تلك الدراسات غير الموثقة قناعا يخفي ما للواقع من مثالب وبالتالي يؤدي الى ديمومة تلك المثالب إن لم أقل استفحالها مستقبليا اعتمادا على ما يتخذ على ضوء تلك (الأرقام) من قرارات تمس في الحقيقة صميم حياة المواطن ووسائل رزقه واكتسابه.
ما دعاني الى (تحدي) علمية تلك الدراسات هو في الحقيقة الغياب الكامل لقاعدة معلومات (موحدة) من شأنها إبلاغنا عن العدد الكلي للسكان، وكثافاتهم السكانية والعمرانية ومستويات تعليمهم وأعمارهم ومهنهم ودخولهم المادية وحجم أسرهم، وأنماط استهلاكهم,, والقائمة تطول وتطول, اضف الى ذلك ان للمجتمع السعودي خصوصية تحد من تطبيق المعايير العالمية المستخدمة في دول العالم الأول والمستخدمة في تقدير طبقة الأفراد الاجتماعية، ومستويات هؤلاء الأفراد العلمية، ونوعية ما يمتهنون من حرف ووظائف وترتيبها حسب ما تدر على أصحابها من مال وهيبة اجتماعية Social Presitige,
ولذا وفي ظل غياب نظام ضرائبي يعتمد الطرق العلمية المقننة فإنك لن تعدم الاحساس بحالة من التخبط في تلك الدراسات الأمر الذي يفرض علينا تطوير ما لدينا من مؤسسات تعنى بهذا الشأن وذلك من خلال تزويدها (بالأرقام الصحيحة), فليس من المعقول، مثلا، ان يستوي من دخله تحت (خط الفقر) بمن هو يعيش في بحبوحة من العيش فيما يخص تكاليف الخدمات العامة من كهرباء وهاتف ووقود ومياه,, حيث إنهم في الدول المتقدمة وبفضل ما لديهم من أرقام دقيقة يقومون بإعانة من لا يستطيع تحمل تكاليف تلك الخدمات, بل توفير سكن لهم وبأسعار رمزية، الى درجة أنهم يقومون بإعطائهم إعانات (غذائية) شهرية ممثلة ببطاقات إعالة يطلق عليها في أمريكا Food Stamps وتخصص لذوي الدخول المنخفضة وتعتمد في الغالب على ما يستقطع من أموال الأغنياء في شكل ضرائب أو تبرعات.
ولذا فنحن أولا بحاجة ماسة الى صياغة مفهوم مناسب لما نعني ب(الاحصاء) وتكراره سنويا وذلك لكي يتسنى لنا تلافي ما قد يستجد فيه من نواقص, ثانيا: لا بد ان يتجاوز مفهوم الاحصاء (العدد الكلي للسكان فقط) ليشمل دخولهم ومستويات تعليمهم ونوعية مساكنهم وتغذيتهم وتوجهاتهم المستقبلية فيما يخص عدد مواليدهم وزيجاتهم وما الى ذلك, ثالثا وأخيرا: (توعيتهم وتوعيتهم وتوعيتهم) بأن أي معلومة غير صحيحة تقدم من قبلهم سوف تنعكس سلباً عليهم وعلى أجيالهم اللاحقين,, البدار البدار.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

البرازيل 2000

القوى العاملة

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.