الى صفحة,, عزيزتي الجزيرة,, مع التحية.
الحمدلله ها هي الاختبارات قد انقضت أخيراً، ومرت وكنا نظن لن تمر أبداً، والحقيقة التي لا بد من ذكرها,, أن رئاسة تعليم البنات وفقها الله قدمت موعد اختبارات الطالبات عن الطلاب ظناً منها انها تعمل لمصلحة البنات من طالبات ومعلمات، ولكن مع التقديم فقد بقيت مدة الدوام كما هي، وكنا نتمنى لو كان مع هذا التقديم اختصار لمدة الدوام, فبدلاً من أن تختبر الطالبة مادة واحدة في اليوم تختبر مادتين مثلها في ذلك مثل الطلاب، ومتى ما انتهى التصحيح ورصدت النتائج تأخذ المعلمات اجازاتهن، ولكن الذي حدث خلاف ما أرادته الرئاسة وتصورته حين جعلت الاختبارات على مدى ثلاثة اسابيع، اذ ان الطالبات والمعلمات دميعاً شعرن بالملل لطول مدة الاختبارات، وكانت الطالبة تلقي بالكتاب جانباً وهي تتابع سباق القنوات الفضائية في تقديم البرامج المختلفة بغثها وثمينها، اما المعلمة فكانت تركض لاهثة من البيت الى المدرسة ومن المدرسة الى البيت وهي لا تدري اي الأعمال تُنجز قبل الآخر، وكثيراً ما أذن المغرب على بعض المدرسات وهن في المطبخ يتطايرن كافراشات من ركن الى ركن علهن يفعلن شيئاً يملأن به البطون الخاوية، أريد ان اقول: نعم,, العمل كل خير وبركة في رمضان، ومأجور عليه الانسان بإذن الله، ولكن آليس في هذا توزيع لجهد البنات؟ ثم من قال اننا لا نعمل الا اذا كنا في المدرسة، لقد كنا نعمل (أيام أن كانت الاجازة في رمضان) ثم نتفرغ للعبادة، فنصوم ونصلي ونصل الأرحام أما الآن فقد شُعلنا بأنفسنا عن كل هذا,.
وسيبدو الأمر أكثر اقناعاً حين يقارن أولياء الأمور بين نتائج أبنائهم في الاختبارات التي تقدموا اليها في غير رمضان، وبين هذه التي خاضوا غمارها هذا العام، ولا ادري الى متى نمضي في رحلتنا الشاقة مع هذا الفصل الدراسي الطويل, الذي يمتد الى خمسة شهور منها المتصل كما في الفصل الأول ومنها المنقطع كما في الفصل الثاني, ولماذا لا تقتصر الدراسة في الفصل الدراسي الواحد على اربعة شهور بما فيها الاختبارات,, وتأكدوا بأن أبناءنا الطلاب وهم هدف العملية التعليمية الأول سيتفوقون اكثر حين يجدون المادة العلمية مركزة في مدة زمنية قصيرة بدلاً من هذا التمطيط,, لا ادري من سيقرأ؟ وإن قرأ ما عساه ان يفعل وكل عام والجميع بخير.
حصة الجهني
المدينة المنورة