لا يختلف اثنان على ان مهرجان الجنادرية شهد في السنوات الاخيرة تطورا هائلا جعله في مصاف العالمية ويقف خلف هذا التطور والانجاز صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله وكان هذا التطور نتاج السعي الحثيث لتحقيق الهدف المنشود من هذا المهرجان الا وهو الحفاظ على التراث.
وقد حظي المهرجان بالدعم والرعاية من ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز ليشكل بانوراما حية لتلاحم الماضي المجيد بكل ابعاده مع الحاضر الزاهر بكل معطياته مستشرفا المستقبل المشرق باذن الله بكل الطموحات والتطلعات.
لقد اصبحت الجنادرية ملتقى عربيا واسلاميا يعتبر واحدا من اهم واكبر التجمعات الثقافية والفكرية, يحضره الادباء والمثقفون ورجال الاعلام من كل حدب وصوب من جميع انحاء العالم للحوار والنقاش مما يسهم في خلق ارضية مشتركة من المفاهيم والرؤى والمواقف, ويعد النشاط الثقافي ابرز انشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بل انه اصبح رمزا لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى التي تقام سنويا والتي يشارك فيها العديد من مفكري وادباء العالمين العربي والاسلامي الى جانب مفكري ومثقفي المملكة العربية السعودية.
ولان انشطة المهرجان تخضع للرصد والمتابعة من قبل القائمين عليه فان هذه الانشطة تتطور من عام لآخر لتواكب التطلعات وليظل المهرجان على تألقه وقوة عطائه الفكري والثقافي وتفاعله مع القضايا الفكرية والثقافية التي تهم الانسان العربي المسلم, ومما يزيد من فاعلية النشاط الثقافي لهذا العام تعدد اوراق العمل المقدمة والتحديات التي تواجهها الثقافة العربية في القرن المقبل,
ومن ابرز المواضيع المطروحة موضوع الاسلام والشرق كمحور رئيسي للانشطة الثقافية للمهرجان والذي ستقام عدة ندوات حول هذا المحور طوال ايام المهرجان والذي جاء بعد الجولة التي قام بها ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز لعدد من دول شرق آسيا, عموما كل مواطن عربي سيجد في هذا المهرجان جزءا من تراثه وتاريخه وسماته الاجتماعية فالمهرجان اصبح له آفاقه الرحبة والواسعة.