لا وقت للصمت الزلزال,,! فوزية الجار الله |
من أجمل المحاضرات التي حضرتها مؤخراً محاضرة للدكتورة سمو الأميرة مشاعل آل سعود المحاضرة في جامعة الملك سعود في الرياض,.
كانت المحاضرة عن الزلازل التي كثر حدوثها في الآونة الأخيرة وفي اماكن متفرقة من العالم,, وتضمنت حديثاً عن تكوين الأرض,, وتلك التغييرات التي حدثت في الكرة الأرضية منذ بدء الخليقة,, منذ أزمنة سحيقة جداً,, وما هي توقعات العلماء في المستقبل؟! وقد تطرقت الدكتورة أيضاً الى تاريخ الزلازل ومواقعها المختلفة والاضرار التي تسببت بها طوال سنوات مضت واعداد القتلى فيها,, وكانت طوال الوقت تربط ذلك الحديث بأدلة قرآنية كان مسك الختام فيها حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصِّل الآيات لقوم يتفكرون سورة يونس الآية 24.
وكنت طوال الوقت في حالة من الدهشة والتفكير والتأمل,, أحسست لحظتها كم يبدو الانسان ضعيفاً أمام هذه التغيرات التي تعم الأرض من زلازل وبراكين وتصدعات وانهيارات,,
كم يبدو الانسان أحمق وهو يملأ وقته بالحروب والصراعات السياسية والاقتصادية المختلفة,, كم يبدو صغيراً ضئيلاً وهو يركض خلف أحلامه الصغيرة التي سرعان ما يتلاشى إحساسه بها حال ما تصبح بين يديه,, وهو لا يعلم أن لحظة يتأمل فيها هذا الكون تجعله أكثر إيماناً وأكثر إحساساً بالقوة الإلهية العظيمة التي تسيّر هذا الكون,, وهو وحده العليم بما ظهر وبطن,.
كان هذا واحداً من أسباب حديثي عن هذه المحاضرة, أما السبب الآخر فهو موضوعان أو خبران قرأتهما في مصدرين مختلفين.
أولهما في مجلة الجديدة ويقول: ان الجزيرة العربية كانت في يوم من الأيام جنة خضراء تكسوها حدائق غنّاء، وغابات شاسعة ووديان لا تجف وحقول جميلة، وأنهار لا تكاد تنقطع,, بل انها كانت مغطاة بكتل هائلة من الثلوج الناصعة البياض، لكن هذا التحول الكبير في طبيعتها جاء نتيجة حتمية لحركتها الدؤوبة عبر ملايين السنين بمعدل 1,5 سم في السنة,.
وإذا ما استمر معدل حركتها بهذا الشكل فانه لن تمضي سوى ملايين قليلة من السنين حتى يصبح البحر الأحمر بحراً عظيماً منفتحاً على المحيط الهندي ويصبح الخليج العربي في ذاكرة التاريخ الجيولوجي,.
هذه الحقائق أقرها بحث علمي شارك فيه علماء سعوديون الى جانب البروفيسور الأمريكي ميكائيل كلاوس الى جانب دراسة ألمانية قام بها معهد أبحاث المناخ في مدينة بوتسدام الألمانية,.
أما الخبر الآخر فنشرته جريدة الحياة ويقول:
ان قمة ايفرست تتحرك نحو الشمال الشرقي بواقع 3 الى 6 مليمترات سنوياً ويعود هذا الانزلاق الى تصدع في بنية الأرض يدفع شبه القارة الهندية تحت نيبال والصين ويعتبر مسؤولاً عن تكون جبال الهملايا.
ألا يستحق ذلك منا لحظات من التفكير والتأمل,.
ولله في خلقه شؤون
|
|
|