ثم ماذا يركضون ونزحف؟! بدر بن سعود بن محمد آل سعود |
الملونون في أمريكا يحلمون باليوم الذي يصبحون فيه أغلبية كي يتخلصوا من عقدة الرجل الأبيض ولعل الهسبان أو الهنود الأسبان ماضون في هذا الطريق بخطوات حثيثة، وكلها فترة زمانية قصيرة بعمر الشعوب ويتحول الأمر طوع أيديهم كما دلت الاحصاءات الأمريكية بعد حسابات دقيقة ومعقدة ونزيهة!، وطبعا الأغلبية تعني امتلاك فرص أكبر نحو مرحلة تغيير المفاهيم التي ظلت مسيطرة بصورة حادة قرابة مائة عام مضت واضطهدت بسببها الأقليات الممثلة للسود والأسبان والمكسيكن والعرب وحتى اليهود فانحياز أمريكا لهم لا يعني بالضرورة رضاها التام عنهم بقدر ما يبرز القوة الخفية والخارقة للاقتصاد اليهودي عبر المنافذ الاعلامية والسياية لدرجة وصل معها الحال هناك، مثلما نعرف، الى أن كل مرشح رئاسي أو رئيس يطمح لتجديد انتخابه مرة ثانية بالولايات المتحدة الأمريكية يسعى غالبا لاستمالة الجانب اليهودي في المعادلة السياسية الى جانبه كي يظفر بالمقعد الأمريكي الجذاب والفاتن ويحرك العالم بايماءة إصبعه الصغير,, ان طمع الفئات الصغيرة لممارسة الحياة بشكلها الطبيعي ووفق مبدأ المساواة بالآخر المسيطر دونما تطاول أو استبداد لصالح طرف ضد بقية الأطراف هو حق مشروع كفلته الأنظمة والدساتير الوضعية وقبلها الرسالات السماوية مجتمعة، ولكن اذا ما نظرنا لبعض الممارسات السلطوية بدول محدودة كتشيكيا وهي الولادة الجديدة لدولة تشيكوسلوفاكيا مع شقيقتها المجاورة سلوفاكيا وذلك باشتراطها توفير 10 آلاف توقيع للمسلمين يتم بموجبه الاعتراف بالدين الاسلامي كنشاط ثقافي مشروع! يحظى بتأييد واحترام ودعم الدولة، أو ثلاثمائة توقيع طبقا لما تطالب به الأقلية المسلمة وينتظر لفترة معينة، بعدها يلزم تقديم عشرين ألف توقيع لذات السبب؟! وبحيث تكون جميعها للمقيمين وليس للقادمين بغرض الدراسة أو سواها!,, ويبدو الشرط تعجيزيا لو قارنا المطلوب قياسا لنسبة التواجد الاسلامي بتلك المنطقة!، وهو بنفس الوقت يعطي نموذجا بسيطا لمعاناة الأقليات عبر العالم لونا وعرقيات ودين، الذين يتعرضون لصنوف التعذيب والقتل وينكل بهم أو تنتهك أعراضهم ولا يهب لنجدتهم أحد!، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تعرض مواطن غربي لمجرد الاهانة أو جرح احساسه الشفاف ومست مشاعره المرهفة بالاضطهاد اللفظي!، أما إذا تجاوزت المسألة حدود اللفظ ودخلت حيز الفعل المادي الملموس بالاعتداء أو الخطف أو الأعمال المشابهة فلا يمكن تصور ما سيحدث!، وربما حشدت الجيوش لأجلها ودبرت الحملات العسكرية الانتقامية لتلقين المعتدي درسا قاسيا يجعله يفكر ألف مرة قبل محاولة تكرار ما قام به ولا نصير أو معين للضعفاء والكسالى والمجانين!,, تعلمون امكانية تحقيق المستحيل مرهون بزمن المعجزات والظواهر الخارقة وهو زمن ولى ولن يعود ثانية، ولهذا ينبغي لجميع الضعفاء عبر العالم ايجاد ارضية مشتركة يتفقون بجدواها ويلتفون حولها لتمنح أنفسهم الارادة اللازمة للقفز فوق العجز والاستكانة وبناء مستقبل أقل مشقة يعيش فيه ابناؤهم بسيكنة وسلام، ومهما طالت المدة فالوقت كفيل باذابة الفوارق الشكلية والانتقال بالأماني البعيدة والأحلام لأرض الواقع المعاش، فلقد مللنا عبارات اليأس وأقوال المحبطين ومشاهدة صور الارهابيين باسم الاسلام تملأ صفحات الجرائد والمجلات، وبكيفية وصلت حد تخوف العالم المحيط بنا منا!، وكأننا مخلوقات مشوهة مخيفة تثير الرعب والهلع أو حيوانات دموية مفترسة آكلة للحوم البشر متى شعرت بالجوع أصيبت بالهستيريا والسادية والتهمت مباشرة أقرب الأشياء اليها؟!، وجاء دور العقل ليمارس أصول اللعبة ويرد سهم الرامي اليه وبأسلوبه، ولاحظوا كيف تمكن اليهود كأقلية رسم مكانة جعلت منهم أصحاب نفوذ وقرار وسلطة,, دونوا ملاحظاتكم وسارعوا لتقويم الخطأ واختاروا ما يناسب الغاية ولا يعارض المعتقد ولكن بسرعة لأن الآخرين يركضون ونحن نزحف؟!!.
|
|
|