في معظم المجتمعات يوجد اناس مغمورون لا يستطيعون الوصول الى الواجهات المضيئة,, إما عزوفاً بسبب عوامل نفسية,, وإما ترفعاً خوفاً من الاصطدام بالعقول المحبة لنفوسها,, والتي تخشى المنافسة وكشف الضعف في القدرات,, وهذا شيء معروف ومدرك,, وفي مجتمعنا,, كثير من القدرات الفنية,, سواءً في التمثيل او الكتابة او قول الشعر او الرسم, لكن هذه القدرات تظل تدور في محيطها المحدود,, لنفس الاسباب.
وفي القرى يوجد ممثلون مرحون اصحاب سخرية لاذعة لكنهم لا يحبذون ولوج ابواب الشهرة، لنفس الاسباب، وقد يضاف الى ذلك الخوف من التقليل من القدرات او كبت هذه القدرات بسبب الغيرة والحسد.
في محيطنا الاجتماعي برز ممثلون,, مازال ألف سؤال وسؤال يرسم نفسه,, كيف برز هؤلاء؟,, وفي محيطنا الاجتماعي ,,قصَّاد وليسوا شعراء كل يوم نرى لهم صوراً جديدة ومراهقتهم لا تنقطع رغم مرور السنين وتجاوزهم لمراحل المراهقة,, هؤلاء تتعجب كيف اتيح لهم البروز؟ ولو سألت نفسك,, فلربما يكون الجواب ان القائمين على هذه الصفحات مستواهم في التقويم والتقدير,, قد يكون اقل من هؤلاء الشعراء,, لكنها الصداقة,, والمجاملة,, ومن ثم بناء علاقات وطيدة على حساب ذوق القارئ,, ومستقبل الوطن,, وحتى لا نغمط البعض حقهم,, نقول: هناك شعراء شعبيون لهم بصمات جيدة,, واختراعات وصفية تشد اللب,, وتحرك القلب, لكنهم يضيعون بين هذا الجراد التهامي,, المتهالك.
ومهما كتب الكاتبون ونوه النقاد فإنهم لا يجدون تجاوبا,, لانه ليس هناك من يرسم سياسة صحفية للاعلان عن ميلاد قدرات ادبية حقيقية وانما التفكير ينصب على المكسب المادي.
انا اتعجب كيف انحسر دور الشعر العربي الفصيح في هذه البلاد وما جاورها؟ واين الشعراء الجيدون والمؤثرون؟
لقد عقمت الارحام,, وتاه الفكر واستسلم للعامية التي لا تخدم الطموح للشعوب الراقية, الذي اعتقده ان المسألة مسألة عصور ولكل عصر فنه وملامحه ومهما دعوت الى الشيء الجيد فإنك تقاوم الريح,, ومن يقاوم الريح,.
|