الآن وبعد أن هدأت المخاوف، واجتاز العالم كل المخاطر التي هولت وسائل الإعلام الغربية من اخطارها، وبعد كل مليارات الدولات، وبعد أن اقصت ماكنة الاستهلاك الغربي كل ذلك,.
الآن بعد كل ذلك هل يحق للمستضعفين في العالم أن يأخذوا نصيبهم من مهرجان الألفية الراحلة والألفية القادمة، ويرفعوا اصواتهم لإسماع معاناتهم، فالعالم الذي ظل يترقب دخول الألفية الثالثة حذرا قلقا من أن يؤدي حصول خطأ في حسابات أجهزة الحاسب الآلي في قواعد إطلاق الصواريخ النووية فترتبك أنظمة إطلاق الصواريخ النووية ويحصل تراشق بين صواريخ أمريكا وروسيا أو بين صواريخ إسرائيل وصواريخ دول أخرى غير معلنة.
والعالم الذي انشغل اكثر من ستة شهور وهو يبحث عن حل لمشكلة الصفرين حتى لا تخطىء أجهزة الحاسب الآلي في البنوك والمصارف العالمية فتختلط حسابات العملاء وتلطش البنوك مدخرات وأموال المتعاملين,.
العالم الذي ظل مسرحا للاشاعات وتبادل المعلومات الصحيحة والمغلوطة عن نهاية العالم، او توقف المصانع، وانقطاع امدادات الطاقة والكهرباء والماء,.
العالم الذي ظل وقبل أشهر ينتظر لحظة اجتياز الألفية الميلادية الثانية للألفية الثالثة كتجسيد لهيمنة الفكر الغربي على هذا العصر,, هذا العالم تنفس الصعداء,, في حين لا يزال المظلومون والمستضعفون يعيشون مخلفات الألفية الثانية وظلم الذين تنفسوا الصعداء, في الوقت الذي كان الملايين يحتفلون بالتخلص من مخاوف الانتقال للألفية الجديدة، كان الآلاف من الشيشانيين اما يتعرضون للقتل بصواريخ وقذائف المدافع الروسية او يلقون حتفهم بسبب البرد والجوع مشردين, ومع هذا لم يتذكر أحد من المحتفلين في واشنطن أو لندن او برلين او موسكو شعبا يذبح ويشرد.
كل الخطب التي ألقاها الرؤساء في يوم مناسبتهم التي احتفلوا بها، وكل العظات الدينية التي ألقاها رجال دينهم دعوا فيها الى الوحدة والى السلام، ونسوا الشيشان فلم يتذكرهم أحد,, لسبب بسيط كونهم مسلمين يذبحون على يد جماعتهم في الدين وفكر الهيمنة والتسلط.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com