* عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
قال حكيم: لقد حملت الصخر والحديد فلم اجد اثقل من الدَين,, نعم ان الدَين حمل ثقيل جدا حقوق الناس يجب الوفاء بها، ويلجأ بعض الناس الى الدين لغير حاجة ملحة، ليحمل نفسه فوق طاقتها، وتجده ايضا ملتزما باقساط متعددة منها ما هو لشركات، وما هو لاشخاص، ولا يستطيع ان يفي بالتزاماته لعدم كفاية الراتب او مصدر الدخل الشهري، والسبب كما قلت الاقتراض لغير الحاجة الملحة، وكذلك التصرفات العشوائية التي تصدر من الشخص نفسه، اضافة الى حب الكماليات الزائلة، وتجده يسعى وراء الظهور بالكشخة الزائدة ليتحدث عنه الناس بأنه يركب سيارة من نوع كذا ويتعطر بكذا، ولا يلبس الا شماغ من نوع كذا، وكل تلك الكشخة بالدين، اقساط الشركة او الاشخاص يسددها الكفيل (الله يعينه) يهتم بمظهره اكثر من اللازم، حتى اصبح في النهاية يعاني من الدين فلم يعد قادرا على الوفاء بالتزاماته الضرورية حتى اهتمامه الزائد بنفسه قل، والسبب تسديد أصحاب الحقوق من راتبه رغما عنه بأمر شرعي صادر من المحكمة، اصبحت توجه اليه الاستدعاءات المزدوجة للحقوق المدنية، فاصبح يواجه احراجات في العمل، واحراجات في منزله، والأهم من ذلك كله الاحراج من قبل كفلائه الذين وقفوا معه وكفلوه وها هم يدفعون عنه ثم يتفرغون لملاحقته، والسبب لانه لجأ الى الدين بغير حاجة لم يبق احد إلا واقترض منه، تراكمت الاقساط، تراكم ايجار المنزل، تراكمت فواتير الكهرباء والهاتف، اصبح جرس الهاتف لا يهدأ حتى اصبح لا يرد على الهاتف، المكان الذي تجده فيه هو عمله، وربما يوصي بعض زملائه بإجابة من يسأل عنه بأنه غير موجود وربما انه منقول لجهة اخرى اصبح يعاني من ضغط نفسي رهيب، بديونه المتراكمة والسعي وراء المظاهر الخداعة اوشكت ان توصله لحافة الانهيار والضياع، فلو كانت تلك الديون لسبب شرعي فلا بأس ولكن ايضا الناس يريدون حقوقهم، لم يعد احد يقرضه او يساعده لانه لا يسدد بل عاجز عن التسديد لتراكم الالتزامات المالية، كره عمله وراتبه، الكل صار يعرفه ولا يثق به، لا تقبل كفالته ولا يقبل ان يعطيه شيئاً من يعرفه، فلو كان قنوعا ومد رجليه على قدر لحافه لما كانت هذه حاله، الدين حمل ثقيل جداً ولا ننسى ان الرسول الكريم عليه السلام تعوذ بالله من غلبة الدين, التأني والتفكير السليم امران مطلوبان في ترتيب الوضع المالي، وكما يقول المثل صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك,, وخسارة ثقة الناس خسارة كبيرة، والكفيل صاحب معروف فلا تحرجه، والإسراف حرام، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، اجلس مع نفسك ورتب امورك من جديد، وما لا داعي له اتركه، والله عز وجل لا يكلف نفسا الا وسعها فكيف تحمل نفسك ما لا تحمله, اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الدين آمين.
مفلح بن حمود الأشجعي
عرعر