عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
قرأت في العدد رقم 9953 الصادر بتاريخ 21/9/1420ه مقالا بعنوان (مكافحة التسول مسؤولية عامة) بقلم الأخ عبدالرحمن بن عبدالله الشميم، والحقيقة ان التسول أصبح ظاهرة مألوفة لدى العديد من الناس وخاصة مع إطلالة كل شهر مبارك حيث ينشط المتسولون الذين يخرجون من سباتهم الموسمي لاستغلال روحانية هذا الشهر الكريم في مضايقة الناس واستجدائهم الصدقات وما تجود به نفوسهم رغم عدم حاجتهم الماسة لذلك وإنما هي عادة عند البعض لا يتورعون عنها مع قدوم كل شهر رمضاني بحيث تبدأ أعدادهم بسيطة ثم لا تلبث مع مرور الوقت ان تتزايد حتى تكثر اعدادهم في كل تجمع يجدون فيه الناس فتجدهم عند أبواب المساجد في انتظار خروج المصلين وأمام البنوك ومكائن الصرف الآلي وفي المحلات التجارية والأسواق بل ان البعض منهم لا يتورع عن طرق أبواب البيوت وإزعاج المسلمين المطمئنين في عقر دارهم، وقد حدثني أحد الأصدقاء عن تصرفات هؤلاء بأن امرأة متسولة طرقت باب منزله وأصحبت تلح عليه بالطلب فأرسل إليها والدته لتعرف مدى حاجتها حيث بادرت الأم فوراً إلى اعطائها أطعمة وملابس غير انها رفضت وبشدة اخذها لانها بحاجة ماسة للمال ومضت دون أن تأخذ الأغراض، فهذا هو حال أغلب المتسولين طوال شهر رمضان المبارك نشاط في مد الأيدي للناس والحاح في الطلب وطمع في مساعدة أهل الخير الذين لا يتورعون أبداً عن اعطائهم النقود طمعا في الأجر والثواب الجزيل الذي يتضاعف في هذا الشهر الكريم، وصدقوني لو كان هؤلاء بحاجة حقيقة للمساعدات فأين هم قبل وبعد رمضان، ولماذا يختفون وتقل أعداهم بنسبة كبيرة بعد انتهاء هذا الشهر؟ ولماذا لا يتقدمون للجهات الرسمية لمساعدتهم طالما ان الدولة حفظها الله لم تقصر مع المحتاجين حيث تصرف لهم الاعانات المادية عبر مكتب الضمان الاجتماعي بالاضافة الى الاعانات الغذائية والماديةوالعينية التي تقدم كل شهر للاسر المحتاجة والأيتام وكبار السن غير القادرين على العمل من الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل مدينة وقرية ومن أهل الخير والمحسنين، ولا تتعجب عزيزي القارئ إذا شاهدت كل يوم اشكالا مختلفة وهيئات متنوعة تختلف عن اليوم الآخر فهؤلاء المتسولون قادرون على تقمص اي دور يشفع لهم بالمساعدة عند الناس كأن ترى امرأة تحمل بين يديها طفلاً رضيع ورجلا يسير على عكازين أو مقعد أسير لكرسيه المتحرك وامرأة تجر خلفها عددا من الاطفال بملابس رثه وباليه فتلك هي مجرد عدة للشغل والتغرير بالناس وايهامهم بالحاجة والفقر حتى تكون حصيلتهم في نهاية رمضان مبالغ مالية ضخمة تكفيهم ليصرفوا منها على مدى ثلاثة أشهر قادمة وهذا مما نهى الدين الاسلامي عنه حيث قال الرسول عليه السلام: لأن يحتطب احدكم على ظهره خيراً له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه وروي ايضا ان الخليفة عمر بن الخطاب كان يسأل عن الرجل فإن قيل له لا مهنة له تركه ومضى وقال: لا خير فيه ، وهكذا هو التسول يزداد ويتضاعف عندما لايجد الرادع الذي اتمنى ان يكون حازما ومضاعفا بحث هؤلاء الذين يقومون بأعمال غير حضارية باتت تشوه صورة مجتمعاتنا امام الاجانب والزائرين الذين لا أبالغ إذا قلت بأن هذه التصرفات المخجلة جعلتنا نقع في حرج كبير مع المقيمين والعاملين معنا الذين بلاشك يتساءلون دائما في قرارة انفسهم عن حقيقة حاجة هؤلاء وهل هم صادقون فيما يقومون به ولماذا يكثرون في هذا الشهر بالذات وغيرها من التساؤلات التي يحملون اجاباتها معهم عندما يسافرون إلى بلادهم بالخارج وقد ينقلون عنا هناك وبسبب هؤلاء المتسولين صورة سيئة مخالفة للواقع.
محمد بن راكد العنزي
طريف