عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي وزميلي واستاذي: رسالة ودية ابعثها اليك عبر دفات الورق، وحبر الاقلام، لعلها تجد في نفسك القبول، أنت ايها المعلم الذي يقطع من عقله ليرقع به عقول طلابه، وينتزع من صحته كي يداوي بها جراح الافهام، يا من تسنمت القمة حتى اعتليت الى الذروة، يا من استودعك الناس مهجة نفوسهم وثمرة قلوبهم فكن كما يظنون، وخيرا مما يظنون.
تعال معي اخي المعلم لنلقي اطلالة قصيرة على ما يجب ان نتصف به معشر المعلمين كي نكون قدوة لأبنائنا الطلاب، ولكي نكسب ثقتهم لنملك مفاتيح شخصياتهم، ليبوحوا لنا بأسرارهم ومشاكلهم التي قد يعجز عنها اهلهم فنحلها بإخلاص معهم:
1 على المعلم ان يكون مخلصا في عمله رزقنا الله وإياكم الاخلاص في القول والعمل وباب الاخلاص يجب ان يكون مصاحبا لاعمالنا كلها بلا استثناء، ولكن الاخلاص لا يكون بالقول دون العمل، وقد يتساءل الفرد منا كيف اكون مخلصا وقد قمت بجميع ما انيط بي من اعمال من تحضير وحضور وشرح وما الى ذلك من الامور التي تجعل العملية التعليمية سائرة دون عيوب؟ فأقول: ان الاخلاص لا يكون الا بعقد النية الصالحة وان يكون تعليمك لأبناء المسلمين ابتغاء مرضاة الله ووجهه، دون مراقبة من مدير او مشرف او غيرهما وحين يصلح المعلم نيته يتحول عمله الى عبادة، وهكذا جميع الاعمال اذا طيب طويته واحسن سريرته كتب له نصبه وجهده حسنات يلقاها في ميزان حسناته يوم القيامة.
2 حث الطالب على العلم وترغيبه فيه: فيجب على المعلم ان يكون محببا العلم لطلابه أيا كان نوعه، ولا يكون سببا في كره الطالب له او على الاقل لمادته التي يقوم بتدريسها، كما لا ينبغي من المعلم ان يكون حجر عثرة امام الطلاب عن سماع العلم او الارتباط به، وتحبيب الطلاب لتلك المادة نابع من شخصية المعلم ذاته، فطريقة تدريس المعلم لمادته قد تجذب الطلاب لها وقد تنأى بهم عنها حتى ولو كانت من اسهل المواد.
3 حسن المظهر وسلامة المنطق: ينبغي للمعلم ان يكون قدوة لطلابه في حسن المظهر وقد كان السلف يوصون المحدث بحسن مظهره، وغني عن التأكيد بأن تمام المظهر وأولوياته الالتزام بالضوابط الشرعية، كعدم إسبال الثياب، أو لبس المخالف منها مما يخل بمظهر الاستاذ، وإن لم يدركه الطالب في صغره فسيعيه حال الكبر، ويتذكر ان المعلم كان على جانب كبير من البعد عن اللباس الاسلامي، كما ان سلامة المنطق مما يعين على فهم الطالب، ووصول مراد المعلم الى طلابه دون عناء او تعب.
4 القدوة الصالحة: فيجب على المعلم ان يكون قوله موافقا لفعله، وأن التناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن من اكبر مشكلات عزوف الطلاب عن قول معلمهم حتى ولو كانوا صغارا.
5 تمكن المعلم من مادته التي يقوم بتدريسها، وإلمامه بصالح الطرق التربوية التي تمكنه من توصيل المعلومة الى ذهن الطالب في أسرع وقت وأقل جهد، وتمكن المعلم من مادته مما يختصر المسافة الودية بين الطالب واستاذه، ولأن خطأ المعلم امام طلابه مما يفقد ثقتهم به، ومما يجعلهم لايرعون اهتمامهم لما يقول وما يشرح، ويتعين ذلك في المراحل المتأخرة من الدراسة لان تلك المراحل تميز بين الخطأ والصواب، وإن لم يخطىء الطالب معلمه حياء منه فإنه قد يسأل او يقرأ عما اجاب به معلمه فإذا تبين له خطأ كلامه استنقصه وازدراه وانعدمت الثقة بين الطالب واستاذه، وهذه نقطة تقودنا الى نقطة اخرى وهي:
6 عدم القول بلا علم، ولا حياء بأن يقول المعلم لا اعلم، فقد سئل احد الائمة الاربعة عن ما يزيد عن ثلاثين مسألة فلم يفت الا في شيء قليل منها، وقال في البقية لا اعلم، ولكن على المعلم الا يجعل الطالب في حيرة فعليه ان يرجع في المسألة التي لا يعلم بها الى الكتب والى اولي العلم ولا حياء فلا ينال العلم مستح ولا مستكبر.
7 احترام الطالب: فاحترامه مما يكسب وده وقربه لمعلمه ويسر له بما يعاني من مشاكل عائلية او اجتماعية او خلقية او مادية وما الى ذلك، كما ان احترامه مما يقوي اواصر الصلة بين الطالب واستاذه ويقبل منه ما يلقيه عليه اثناء الحصة وخارجها.
اخيرا تلكم بعض الصفات التي يجب على المعلم ان يتحلى بها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن خليفة السويكت
ثانوية الأندلس في حي السلام بالرياض