كبار السن في نجران المظاهر الرمضانية سابقاً تغيرت مع تغير الظروف المعيشية |
* تحقيق : علي الاحمد الظيريان
العادات والتقاليد الرمضانية تكاد ينطلق اساسها في جميع مناطق المملكة من قاعدة متشابهة ولكن قد يختلف احتفاظها من منطقة لاخرى،
ومنطقة نجران تعتبر من المناطق التي مازال ابناؤها يتوارثون اغلب العادات والتقاليد الكريمة الخاصة بهذا الشهر الكريم من حيث تواصل زيارة الاقارب والاكثار منها خلال هذا الشهر وتجمعهم بين فترة واخرى حول مائةالافطار التي عادة ما تكون مليئة بالاكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة خلال هذا الشهر الكريم ولمزيد من الضوء التقت الجزيرة بمجموعة من كبار السن حيث دردشنا معهم عن ذكرياتهم في هذا الشهر وكيف كانوا يستبشرون بقدومه وكيف كانوا يقضون وقتهم خلاله بالاضافة الى بعض الصور الجميلة وهل هي بالفعل مازالت صورا موجودة الان في هذا الجيل ، ، كما اوضحوا لنا صعوبة المعيشة في ذلك الوقت ومع ذلك كانت ايامه الروحانية سعيدة على قلوبهم بالاضافة الى بعض الالعاب الخفيفة التي كانوا يزاولونها عندما يجدون القليل من الوقت كشيء من التسلية في تجمع جميل وفي لقاءات قصيرة مع هؤلاء الاباء وذكرياتهم عن هذا الشهر الكريم بمنطقة نجران، قال العم محمد عبدالله الكنفري ال زيع: اولا يجب ان نستغل هذه الايام المباركة للدعاء لمولانا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على ما تعيشه بلادنا هذه الايام من تقدم وتطور وازدهار في كافة المجالات وعندما نقارن ايام رمضان في السابق وبالتحديد من 40 50 سنة نجد ان المقارنة لا توجد من كافة الجوانب فاليوم نحمد الله التطور يملأ كافة هذه الارض فادراكنا بدخول الشهر الكريم لم يعد كالسابق فاصبحت المعلومة تصل الى كل شخص من أبناء هذه الارض وهو في منزله دون عناء لا كما كان يحصل في السابق حيث نشكل مجموعات ونراقب هلال هذا الشهر المبارك ودخول الشهر الكريم،
وعن الاستعدادات التي تسبق هذا الشهر الكريم يحدثنا الوالد: لاشك ان الذكريات الجميلة في تلك الايام من الصعب ان تنسى والاستعدادات كانت اغلبها في توطيد العلاقة بين العبد وربه واستغلال فضائل هذاالشهر حيث كان همنا الاول والاخير استغلال كل الوقت للعبادة نهارا وليلا في جو روحاني جميل وبأبسط الاشياء لم تكن لدينا كل هذه النعم التي ننعم بها الان من امن وامان ومواصلات وكهرباء وحسن معيشة،
مانشاهده في هذا الجيل من تسابق قبل دخول الشهر في الاسواق وشراء اكثر من احتياجاتهم بكثير يحز في النفس ويذهب اغلب الطعام الى النفايات بالإضافة إلى قلة التواصل من البعض خلال هذا الشهر حيث كنا ومن ضمن العادات لدينا والتي مازالت عند البعض وليس الكل هي اجتماع الاهل جميعا في اول ايام شهر رمضان عند اكبر واحد في الاسرة ونجتمع على مائدة الافطار تحت جو اسري جميل وكنا نتبادل الزيارات بين الاقارب والسؤال بصفة يومية عن المحتاج ومساعدته لتكتمل الفرحة لدى الجميع،
وكانت اغلب الاطعمة من بيئتنا البسيطة وكنا نقنع بالبسيط رغم اننا كنا نعمل طيلة نهار رمضان دون توقف وفي جو كان شديد الحرارة عكس هذه الايام الذي يؤسفني من أغلبية شبابنا هداهم الله بقضاء نهار هذا الشهر اغلبه في النوم وسهر الليل حتى ساعات متأخرة جدا ما بين التسكع في الاسواق او الديوانيات دون الاستغلال لساعات وايام هذا الشهر المبارك، واذكر اننا كنا نتسابق على فعل الخير كإفطار صائم او الصدقات واليوم الحمد لله الامكانيات متوفرة لجميع الاسر ورغم ما نعيشه اليوم من رغد وحسن معيشة الا اننا نتذكر تلك الايام رغم بساطتها وصعوبتها ومن الصعب ان ننساها،
وننتقل باطراف الحديث عن شهر رمضان الكريم وذكرياته مع العم علي بن عبدالله الذي يقول: ان هذا الشهر الكريم يظل من الشهور المحببة الى النفس وذكرياتي في هذا الشهر تكاد تكون مشاطرة لنفس جيلي فاذكر قبل 30 سنة من الان عندما يقبل هذا الشهر الكريم وكلنا نعلم مدى المعيشة الصعبة والحياة البسيطة التي كنانعيشها نستعد ونفرح بقدومه لما لهذا الشهر من فضائل كبيرة وكانت الامنية الكبيرة لهذاالشهر ان يعيده الله على الواحد منا وهو بصحة وعافية حتى يتسنى للواحد منا القيام بواجب هذا الشهر وكنا سابقا نتعرف بالمواقيت الخاصة بالسحور والامساك والافطار عن طريق المؤذن فكان الناس يقومون على نداء السحور من قبل المؤذن وكذلك الحال في وقت الافطار بعد ذلك وفرت الدولة أعزها الله المدفع الرمضاني فكان عند الافطار يطلق طلقة واحدة وعند السحور يطلق الطلقة الاولى ثم يقوم الناس وقبل صلاة الفجر بربع ساعة يطلق طلقة تحذير وقبل الصلاة بدقائق تطلق طلقة واحدة وهي تسمى طلقة الامساك،
وعن المائدة الرمضانية سواء بالسحور او الافطار يواصل حديثه العم ابو ابراهيم من ناحية الاكل فكانت ظروف الناس غير اليوم ففي السحور تتسحر على قرص من البر البلدي وقليل من حليب الشاة حيث كان كل بيت آنذاك يمتلك على الاقل نعجة او شاة لأخذ الحليب وفي الافطار كنا نفطر على قليل من التمر الناشف يوضع عليه قليل من الماء قبل حلول الافطار بنصف ساعة تقريبا ويسمى آنذاك (بالنقوعة) بالاضافة الى القهوة العربية وفي حياتنا السابقة لم نكن نعرف ما حبانا الله به الان السمبوسة والمكرونة والشعيرية والقرصان، وعن شدة الحر وصعوبة الصوم فيه آنذاك يحدثنا العم ابو ابراهيم قائلا: كان الواحد منا ومن شدة حرارة الصيف حيث كان شهر رمضان المبارك يأتي في عز الصيف فكنا نقابل تلك الحرارة العالية بأخذ قماش وهو يعادل (الشرشف) ثم يبلل في الماء ونقوم بعصره بعد ذلك ثم يتلحف الواحد منا به فيدخل عليه من خلاله هواء بارد يعادل التكييف الحالي، وكنا في هذا الشهر نتواصل بشكل مكثف بالزيارات العائلية تحت ضوء القمر ونتبادل اطراف الحديث ولم نكن نعرف هذا السهر في تلك الليالي بسبب عملنا المتواصل طيلة النهار وكنا نركز في عشر الايام الاخيرة على الاجتماع للصلاة طوال الليل،
|
|
|