مليونا أمريكي خلف القضبان ارتفاع عدد المساجين في أمريكا يثير الجدل رغم انخفاض معدل الجرائم الخطيرة في سبع سنوات متتالية |
* من وليام دانهام واشنطن رويترز
في التسعينيات ارتفع عدد المسجونين في الولايات المتحدة أكثر من أي عقد سابق في تاريخها مما أثار نقاشا حول العنصرية والحكمة من انفاق مليارات الدولارات على احتجاز نحو مليوني شخص خلف القضبان.
تنهي الولايات المتحدة عام 1999 وبها 1983084 رجلا وامراة في سجون اتحادية ومحلية حسب احصائية لمعهد أبحاث السياسة العدلية الذي ينتقد سياسة السجون في الولايات المتحدة.
ويقول المعهد ان هذا العدد يجعل من الولايات المتحدة صاحبة أكبر عدد من نزلاء السجون في العالم بتكاليف إعاشة تبلغ 20 ألف دولار للسجين الواحد سنويا وان اجمالي النفقات يصل الى 35 مليار دولار في عام 1999.
ويقول خبراء ان هذا الانفاق يستند الى مبرر قوي هو حماية المجتمع من الجريمة, وأشاروا الى ان ارتفاع عدد المسجونين في التسعينيات ساعد على انخفاض معدل الجرائم في هذا العقد.
وقال مكتب التحقيقات الاتحادي ان معدل الجرائم الخطيرة انخفض في سبع سنوات متوالية,.
وقال بيل ماكولوم النائب الجمهوري عن فلوريدا بمجلس النواب ورئيس اللجنة الفرعية للجريمة من الاسباب الرئيسية لتوقيع عقوبة السجن ماتنطوي عليه هذه العقوبة من رسالة رادعة.
يوجد كثيرون يخشون ارتكاب جرائم لانهم لا يريدون الذهاب الى السجن .
ولكن منتقدين يقولون ان تشدد ممثلي الادعاء وسياسة الاحكام القاسية التي تمخضت عن زيادة عدد المسجونين أثرت على السود اكثر من غيرهم.
ويجادلون بان الاموال التي تنفق على مسجونين لم يرتكبوا جرائم خطيرة أو عنيفه او على مروجي مخدرات يمكن صرفها على برامج توعية وتأهيل.
قال مارك موير خبير السجون بمركز أبحاث سياسة الاحكام القضائية انه حتى مع انخفاض معدل الجريمة نتيجة لعقوبات السجن الرادعة فان احتمال دخول ثلاثة من كل عشرة سود السجن في فترة ما من حياتهم يبعث على الاحباط فيما يتعلق بمكافحة الجريمة.
وبينما يبلغ عدد السود نحو 13 في المئة من سكان الولايات المتحدة فانهم يشكلون أكثر من نصف نزلاء السجون الاتحادية والمحلية.
وقالت وزارة العدل الامريكية ان احتمالات تمضية فترة في السجن بين السود تزيد بمقدار ست مرات عنها بين البيض, وأضافت الوزارة ان نحو تسعة في المئة من الرجال السود في شريحة العمر بين 25 و 29 سنة موجودون حاليا في السجون بالمقارنة مع 0,9 في المئة من الرجال البيض في نفس الشريحة من العمر.
يضاف الى هذا ان نحو واحد من كل ثلاثة سود في العشرينات من عمرهم يخضع لنوع من الرقابة مثل المثول أمام الشرطة بعد الخروج من السجن أو الاحتجاز بالمقارنة مع واحد لكل 15 من البيض.
وذكر موير أسبابا اجتماعية اقتصادية لهذه الاحصائيات منها ارتفاع معدلات الاجرام بين السود الذين يعيشون في مناطق حضرية موبوءة بالجريمة.
وقال ان نسبة السود الذين يحكم عليهم بالسجن لارتكاب جرائم مخدرات أكثر من البيض مما نتج عنه زيادة كبيرة في المسجونين السود في التسعينيات.
وقال ماكولوم ان سياسة الاحكام الرادعة اغلقت الباب الذي يدخله ثم يخرج منه مجرمون لارتكاب مزيد من الجرائم.
قال لا يمكن ترك هؤلاء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة ينعمون بالحرية.
وجاء في تقرير للحكومة البريطانية أن الولايات المتحدة صاحبة أكبر عدد من المسجونين في العالم تليها الصين وروسيا.
وقال التقرير انه بينما يشكل سكان الولايات المتحدة خمس عدد سكان العالم فان سجناءها يشكلون ربع عدد المسجونين على مستوى العالم.
|
|
|