قال تعالى في محكم تنزيله,, وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ,.
قبل حلول هذا الشهر الفضيل بايام غيَّب الموت فقيد الشهامة والرجولة والكرم والوفاء الاخ سليمان محمد الحصيني الرجل الانسان وأحد وجوه الخير والمروءة في محافظة الرس,, وكان الفقيد يرحمه الله في مقدم هذا الشهر المبارك وكعادته كل عام يجهز ويعد مع افراد عائلته وجبات الافطار السخية ليوزعها يوميا على بعض المساجد وعلى بعض الاسر الضعيفة التي لا تسأل الناس إلحافا وعرفت فيما بعد انه اوصى زوجته واولاده بهم خيرا للمحافظة على هذا المبدأ الخيري النبيل والعمل الانساني الجليل قبل ان تنتقل نفسه الطاهرة الزكية الى بارئها,, لقد ودّع الحياة بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا وكنت ازوره في ايامه الاخيرة وهو يرقد على السرير الابيض فأجده مشرق الوجه باسم المحيا راضيا بقضاء الله وقدره كأي مؤمن محتسب قوي الايمان والارادة وان الموت حق وكل نفس ذائقة الموت ولكل اجل كتاب.
ولان المؤمنين شهود الله في ارضه فقد شيعه الى مثواه الاخير خلق كثير كلهم يدعون له ويشيدون باعماله الانسانية رغم انه يرحمه الله كان يخفي ما يعمله ليس زهدا بالثناء الحسن الذي هو عاجل بشرى المؤمن ولكن احتراما لمشاعر من كان يرفدهم بمساعداته الانسانية لان اكثرهم من الذين قال الله عنهم: تحسبهم اغنياء من التعفف,, كان الفقيد بارا بوالدته يرحمها الله يعطي الصورة الصادقة والسامية للعطف والمحبة وصلة الرحم وكان يتعهد اقاربه بالزيارات المتواصلة وصديقا حميما للمرضى والمعسرين والفقراء يتحسس همومهم وآلامهم وفيا لجيرانه أثيرا ومحبوبا لزملائه ورفاق دربه وما اكثرهم,.
ومهما فصَّلت وأفضت في سرد صفات أبي محمد فلن اوفيه حقه وقد افضى الى ما قدم وهو بين يدي رب رحيم كريم يضاعف الحسنات لعباده الصالحين باذنه تعالى كما لا ننسى جهوده ومساعيه ومساهمته في تعمير بعض المساجد، وكنت كتبت كلمة نابعة من القلب عن الفقيد الغالي بعد وفاته مباشرة وهدوء المشاعر ولكن عرفت فيما بعد وتأكد لي بعد بعثها بالفاكس للنشر بأن الصورة لم تكن واضحة بالفاكس فتعذّر نشرها في حينه,, ولمكانة الفقيد في نفسي ونفوس الكثير من محبيه؛ ولأن المصطفى عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم اوصانا بذكر محاسن موتانا للعظة والعبرة واحتذاء القدوة الحسنة فهأنذا اكتب هذه السطور المتواضعة التي لن تفي الفقيد حقه وهنا اقدم خالص عزائي لزوجة الفقيد وابنائه واخوانه وكافة اسرته ولم يبق امامي الا ان ارفع يدي الى الخالق العظيم في ختام هذا الشهر الكريم واقول اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله واكرم نزله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس والهم اهله وذويه وكافة محبيه وعارفي فضله الصبر والاحتساب إنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
عبدالله الصالح الرشيد