* الدمام حسين بالحارث:
مرت لحظات عبور المملكة إلى العام 2000 البارحة بسلام نتيجة الاحتياطات التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاعات التي كانت مرشحة للتأثر بمشكلة الصفرين الحاسوبية إذا ما تركت من دون معالجة وإعداد,ففي المنطقة الشرقية مرت تلك اللحظات دون أية انقطاع للتيار الكهربائي أو تدفق المياه كما لم يعلن عن أية مشكلة بسبب الصفرين في القطاعات الحيوية مثل شركة ارامكو السعودية أو مطار الملك فهد الدولي.
وكان مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الشرقية عبدالله بن محمد ابا بطين قد ذكر أن إداراته شاركت بفعالية في الاجتماعات التنسيقية الدورية لقطاعات الخدمات بالأجهزة الحكومية والتي عقدت في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باشراف اللجنة الوطنية العليا لحل مشكلة عام 2000 وحضرت الاجتماعات الدورية التنسيقية بين قطاعات المياه المختلفة بالمملكة بتشكيل لجنة لحل المشكلة منذ أكثر من عام وحددت مراحل تنفيذ الدراسة الخاصة بالخطة الموضوعة وتكللت تلك الأعمال بإعداد تقرير شامل تم رفعه للجنة الوطنية العليا لحل مشكلة عام 2000 بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية, كما رفعت صورة منه لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية ولمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية, وكشف ابا بطين أن خطة الطوارىء لمصلحة المياه والصرف الصحي كانت تعتمد علىتأمين توافقية أجهزتها مع العام 2000 وكذلك الاستعداد لتأمين المياه للمواطنين من خلال تأمين الطاقة الكهربائية عن طريق توليد الطاقة الكهربائية الذاتية عن طريق المولدات الخاصة بالمصلحة والموجودة بمواقع المحطات والآبار المختلفة بمدن المنطقة الشرقية وإدارة هذه المنشآت وتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي بالمنطقة,أما على صعيد الكهرباء فقد تجاوزت كهرباء الشرقية ليلة الألفية الثالثة دون حدوث انقطاعات في شبكاتها الكهربائية الأمر الذي يعني أن كافة الأجهزة بالشركة ستظل تعمل بكفاءتها السابقة دون تأثر بمشكلة عام 2000م.
أفادت التقارير الواردة من مركز التحكم الرئيسي بالشركة ومن كافة محطات التوليد والتحويل بالشركة أن العمل يسير على أكمل وجه وأن الوضع العام مطمئن مما يدلل على أن الشبكة الكهربائية مستقرة وذات موثوقية مطمئنة وعالية.
وطمأنت كهرباء الشرقية كل مشتركيها بأن كافة امكانياتها قد وضعت في أهبة الاستعداد لتجاوز هذه المشكلة ومعالجة أي طارىء.
وكانت الشركة انطلاقاً من مهمتها الأساسية الرامية لتزويد كافة مشتركيها بالطاقة الكهربائية ذات الموثوقية العالية قد كونت لجنة خاصة من جميع إداراتها لدراسة مشكلة عام 2000م ووضعت التوصيات التي تؤكد توافق جميع أجهزتها بالاضافة لاجراء بعض التجارب الوهمية لضمان موثوقيتها في استمرارية انتاج الطاقة الكهربائية.
من جانبها أكدت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) صباح اليوم الأول من عام 2000 أنه قد تبين لمركز التحكم للأعمال في الشركة أن جميع أعمالها في مجال التنقيب والانتاج والتصنيع للزيت والغاز وجميع أنظمة خطوط الأنابيب والمصافي وشبكات التوزيع وفرض التصدير تعمل كالمعتاد بدون أن يظهر أي تأثير عليها من مشكلة عام 2000 فيما يراقب المركز أيضاً أعمال المساندة الأخرى للشركة في مجال المعلومات ومرافق الشركة الطبية وكافة المرافق المساندة الأخرى.
وأشرف أعضاء الإدارة العليا لأرامكو السعودية عن كثب على أعمال التحول من خلال وجودهم في المركز لمتابعة وتنسيق نشاطات الشركة خلال فترة الانتقال إلى القرن الجديد وعملت مع المركز مجموعة من مراكز التحكم في الأعمال التي نسقت الاعمال التشغيلية لنشاطات الشركة المختلفة,وكانت أرامكو السعودية قد أتمت أعمال الاستعداد لمواجهة الألفية منذ شهر نوفمبر الماضي وسبق لها وأن اتخذت زمام المبادرة في مواجهة المشكلة وذلك نظراً لحجم أعمالها وما تستخدمه من تقنيات وأنظمة متطورة لتشغيل ومراقبة معاملها العديدة ومرافقها البترولية التي يدار بعضها كلياً بشكل آلي, وقد تطلب التصدي لهذه المشكلة بذل جهود واسعة النطاق تجسدت في قيام الشركة بوضع وتنفيذ برنامج ضخم شامل تم على عدة مراحل وفقاً لمعايير دولية وجرى انجاز غالبية البرنامج بأيدي خبراء متخصصين وفنيين سعوديين من جميع قطاعات الشركة المختلفة وضمن اطار فريق عمل تنسيقي مركزي يسهل وجود اجراءات عمل موحدة بما يكفل فاعليتها وتكاملها, وخضعت كافة الجهود المبذولة لاشراف لجنة توجيهية عليا تضم كبار المسؤولين المعنيين في أرامكو السعودية.
وقد تمحورت جهود الشركة حول ثلاثة جوانب رئيسة:
* الجانب الأول منها هو ضمان علاج المشكلة في الأجهزة والمعامل داخل الشركة وشمل ذلك معالجة وفحص ومنح شهادة مطابقة لما يزيد على 112 ألف نظام للحاسب الآلي.
* الجانب الثاني هو التنسيق حول المشكلة لدى الأطراف الأخرى التي لها تعاملات حيوية مع الشركة وحرصت على تقديم تجربتها لهم للاستفادة منها في هذا المجال.
* الجانب الثالث هو وضع خطط لمواجهة الحالات الطارئة التي قد تنشأ لا قدر الله نتيجة لتعطل بعض الأجهزة سواء لدى الشركة أو عملائها ومورديها.